ياسمين محمد

من هو النبي الذي ولد مرتين هذا موضوع مقالنا اليوم وهو عنوان يشعر المعظم من الناس بالدهشة والاستغراب عند قراءته، فمن المستحيل أن يولد إنسان مرتين ولكن بطل مقالنا اليوم تم ولادته بالفعل مرتين وهو من أنبياء الله ومبعوثيه، فتُرى من هو النبي الذي ولد مرتين؟ وما قصة ولادته مرتين المنافية لقواعد العلم والطبيعة وكيف حدث ذلك؟

تعددت المعجزات الإلهية مع أنبيائه الذين أرسلهم للبشرية من أجل هدايتهم، فهناك من نجا من الحرق والنيران مثل سيدنا إبراهيم، بينما شق الله عز وجل البحر لسيدنا موسى وأغرق فرعون، وأحيا الموتى على يد سيدنا عيسى ورفعه إلى السماء.

من هو النبي الذي ولد مرتين وخرج من بطنين؟

النبي الذي ولد مرتين على سبيل المجاز هو نبي الله يونس، عليه السلام، والملقب في القرآن الكريم باسم ذو النون أو صاحب الحوت، ويرجع السبب في كون سيدنا يونس أنه ولد مرتين وخرج من بطنين، لكونه قد ولد في المرة الأولى مثل بقية البشر، أما المرة الثانية فتتمثل في خروج سيدنا يونس من بطن الحوت.

ما هي قصته؟

وتعود قصة نبي الله يونس إلى إرسال الله عز وجل له إلى قرية نينوى في شمال العراق بالقرب من الموصل، وظل يدعو قومه الذين كانوا على الكفر إلا أنهم طغوا وتكبروا ورفضوا دعوتهم، إلا أنه أنذرهم بعذاب من الله وخرج من قريتهم وهو مغاضب أو يشعر بالغضب الشديد.

إلا أن الله لم يعطه الإذن بالخروج من القرية والغضب على قومه، وجاء ذلك في سورة الأنبياء بالآية 87 قوله تعالى :”وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ” صدق الله العظيم.

وتوجه نبي الله يونس إلى البحر وركب السفينة والتي كان تحمل الكثير من الناس، ثم هاج البحر وخاف قائد السفينة عليها من الغرق فأخذ يخفف من حمولتها إلا أن السفينة كانت مهددة بالغرق أيضاً فاضطر القائد أن يطلب من الركاب إلقاء بعض منهم في البحر لتخفيف حمل السفينة.

ولجأ ركاب السفينة إلى القرعة ولما تساهموا وقعت على نبي الله يونس، إلا أن القوم رفضوا إلقاءه لما يظهر عليه من علامات الصلاح، فاقترعوا مرة أخرى فوقعت على النبي يونس مرة أخرى، وفي المرة الثالثة كانت نفس النتيجة.

وأجمع ركاب السفينة رأيهم على إلقاء يونس في البحر، وفور إلقاءه التقمه الحوت بأن فتح فمه فدخل فيه النبي، وأوحى الله عز وجل إلى الحوت بألا يأكل نبيه يونس، وفي ظلمات بطن الحوت بدأ النبي في أن يلوم نفسه على ما فعل وعصيانه لأمر الله عز وجل.

وبدأ في ترديد دعاء “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”، وظل على هذه الحالة وهو في ظلمات بطن الحوت وظلمات البحر وظلمات الليل، حتى استجاب الله له، فقذفه الحوت إلى منطقة لا يوجد بها شجر وهو يعاني من المرض الجلدي بسبب بقائه في بطن الحوت.

فما كان إلا أن أراد الله سبحانه وتعالى أن ينبت له شجرة من يقطين التي تتمتع بأوراق كبيرة وذات صفات طبية، فشفاه الله عز وجل وبعثه إلى قوم يؤمنون أكثر من قومه السابقين، وتكريماً لها أنزل الله سورة سميت باسم سيدنا يونس.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني