بقلم: أشرف هوازل
كلمة الشباب تعـني الإقــبال .
والتـطـلع لإثبات الـذات .
وتمني الأساطير .
والإسراف في الأحلام .
وتـقـليد البطولات .
هـذه الصفات تكاد تشكل قاسماً مشتركاً بين جميع الشباب .
إلا أن التباين يظهر بوضوح حين يكون للشباب معــتقد .
فيسرف في إعـــلاء مـقـصده .
ويتطلع لافـتداء هذا المعتقد رغـبة في إرضاء الذات التي زودته وكرمته بهذا المعتقـد .
فإذا كان هذا المعتقد متمثلاً في دين يعد ويمني بالثواب الجزيل في الآخرة فإن حياة الشباب ترخص عليه .
لأن الحياة الآخرة ستحقق له كل أحلامه وآماله وتؤمن له مستقبله .
فإذا دنونا من الإسلام الذي يمني الشهيد بجزاءين كبيرين أحدهما في الدينا وهو التفرد بالبقاء إذا استشهد .
وأنه سيميز عن الأموات حتي وإن كانوا من الصالحين المصلحين وهذا ما وعده به ربـه .
{ ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين بما آتاهم الله من فضله } . آل عمران 169
وأما جزاؤه في الآخرة فمضمون ومؤمن عليه بقول الله عز وجل
{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفي بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } . سورة التوبة 111
مثل هذه الوعود من الله تثير رغبة من الشباب في الاستشهاد في سبيل الله ، وتدعوه لأن يتطلع إلي أى معركة تحقق له أمنياته .
وعامل آخر أو عوامل أخرى تدعو الشباب للبحث عن ميدان اشتشهاد هو خوفه من مغريات الحياة ، وخشيته أن تزل قدماه .
ويفتن بالشر أو بالخير .
فينتهي أمره إلي الجزاء المضاد وهو غضب الله ثم عذابه والقرآن كما تضمن ترغيباً تضمن ترهيباً
( وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ. ) سورة الأعراف 56
وتضمن النذر الكثيرة للعصاة الذين يرتكبون الكبائر كالزنا ، وشرب الخمر ، والسرقة ، والربا .
الشباب المسلم يفكر في الهروب من العــذاب إلي الرحمة .