تصاعدت التوترات بين أوكرانيا وروسيا هذا الأسبوع، حيث أصدر الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي تحذيرًا صارمًا لقادة العالم الذين يفكرون في حضور احتفالات موسكو بيوم النصر في 9 مايو.

وفي خطوة تُبرز انعدام الثقة العميق والعداء المستمر بين كييف وموسكو، رفض زيلينسكي اقتراح روسيا بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، واصفًا إياه بأنه “عرض مسرحي”، وطالب بدلًا من ذلك بوقف إطلاق نار كامل وغير مشروط لمدة 30 يومًا وفقًا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

تطورت الدراما الدبلوماسية عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن أن روسيا ستوقف العمليات العسكرية من جانب واحد من 8 إلى 10 مايو، احتفالًا بيوم النصر، وهو عطلة رسمية في روسيا تُخلّد ذكرى هزيمة ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، ووصف بوتين وقف إطلاق النار بأنه بادرة إنسانية وفرصة لبدء “مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة”، وفقًا لوزير الخارجية سيرجي لافروف.

رفض أوكراني للهدنة

مع ذلك، سارعت كييف إلى رفض المبادرة الروسية، وفي مؤتمر صحفي عُقد في 3 مايو، أصرّ زيلينسكي على أن هدنة ليومين أو ثلاثة أيام لن تكون كافية لإحراز أي تقدم دبلوماسي ذي معنى، واتهم الكرملين بمحاولة القيام بخدعة.

وقال زيلينسكي، وفقًا لوكالة إنترفاكس-أوكرانيا: “من المستحيل وضع أي خطة للخطوات التالية لإنهاء الحرب في يومين أو ثلاثة أيام. ولذلك، لا يبدو الأمر جديًا على الإطلاق. إنه أشبه بعرض مسرحي من جانب بوتين”، كما حذّر زيلينسكي من أن أوكرانيا لا تستطيع ضمان سلامة أيٍّ من الشخصيات الدولية التي اختارت حضور الاحتفالات في موسكو، مشيرًا إلى أن الحرب الدائرة تجعل السفر إلى روسيا مسعى محفوفًا بالمخاطر.

وبدا أن تصريحاته تهدف إلى نزع الشرعية عن محاولة بوتين تصوير روسيا على أنها تحظى بدعم دولي خلال حدث وطني رمزي، وقال زيلينسكي: “لن يساعد أحد بوتين على استغلال هذا الموقف لمنحه أجواءً هادئةً للخروج من العزلة في 9 مايو. إما أننا في حالة حرب، أو أن بوتين يُظهر استعداده لوقف إطلاق النار”.

مناورة استراتيجية

فيما اعتبر الكثيرون  قرار روسيا بعرض وقف إطلاق النار خلال احتفالات يوم النصر على نطاق واسع مناورة استراتيجية.

ووجّه الكرملين دعوات رسمية لقادة من الصين والهند والبرازيل وفنزويلا وفيتنام وسلوفاكيا وصربيا. وبينما تسعى موسكو إلى إثبات أنها لا تزال تحافظ على شراكات دولية مهمة رغم العقوبات الغربية والعزلة السياسية.

ودافع لافروف عن اقتراح وقف إطلاق النار، واصفًا إياه بمبادرة حسن نية وفتح باب المفاوضات. إلا أنه شكك في صدق كييف، مشيرًا إلى أن إصرار أوكرانيا على وقف إطلاق نار لمدة شهر يكشف عن هشاشة وضعها في ساحة المعركة.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني