لـمَّـا ذكـرتُ مـحمـداً
بقلم مصطفى سبته
يا مَن بهديك أفلـــــــــح السـعـداءُ
هَـذي عِـظـاتُـك للقـلــــــــوب دواءُ
يا من بُعثتَ إلى الخــلائق رحمــةً
أقسمـتُ أنك رحـمـــــــة وضـــياءُ
ومكـارم الأخــــلاق أنت مـلاكُـــها
وأتمهـا أخلاقـــــــك الحسنـــــــاء
أُُعطِيـتَ فضـلاً لا يُتـاح لمرسـل
والله يعطـي الفـضـل كيف يـشـاءُ
وعليك مِن شـــرف الأمـــانة حُلـة
ومـــن السكــــينة والوقــــار رداء
وبُـعـثـتَ أمـيَّـاً تُـعلّمـنـا فـتـهـتـدي
بـك العـقـول ووتستـقي العـلـمـاء
وعَـدلت في أمـر العـباد فيسـتوي
فـي ديـنـك الفــقــراء والأمــراء
ويُصـاغ فيك المـــدح عقـد لآليء
فيكون حقـــا مــا بـــــه غـــــلواء
كَمُلـتْ شمـائلك التي في وصـفها
يحلو الحـديث ويعــذب الإصـغاء
يا مَـن أديـن بحبِّــه و بدينـــــــــه
لي فــيك حبٌ خـــــالـص ورجـاء
عُلِّمتُ دينك في الطفـولة والصِـبا
وشـربتُ حـبِّـك والفــــؤاد هـــواء
فإذا تحلى السـمـع باسـمـك مــرة
خفـق الفـــؤاد وذابـــت الأعضـاء
أحبــبتُ خــــير المرســلين فحبّه
ديــــن وخـــدمة مــــدحه عليـاء
أرجـو بـه عــز الشفــاعـة يـوم لا
يُغنِـــي الفـــتى مــــالٌ ولا أبـنـاء
لـمَّـا ذكـرتُ مـحمـداً فـي أسطـري
وغمستُ ريشة لهفتي في محبري
قـامـت حـروفـي كلهـا فتـألقت
صلـت عليه وسلمـت في دفـتـري
يا خيرَ من تشـدو القوافي بإسمه
وبـذكـره طــابَ الفـضـا بتعطّـر
وبحـبـه كـلُّ القـلـوب تطمـأنـت
تهـفـو للقـيـا وجـهـه المستبشـر
هـو سـيـرة قـدسـيـة ميـمـونـة
مَن سار فيها سار نحو الكوثر
طابت به الدنيا وطاب وجودها
بالخير في شهـر الربيع الأزهـر
مـيـلاده كـان ابـتــداء مسـيـرة
سـارت بهـا الـدنيـا بـدرب أخضـر
طِبْ يا حبيب الله حـيَّـاً ميتاً
ما مِتُّ منذ ولدت وحتى المحشر
ﺑـﺤـﻖ ﺃﻳـﺎﺩﻳـﻜــﻢ ﻭﺭﻓـﻌــﺔ ﺷـﺄﻧـﻜـﻢ
ﻭﻣﺎﻟﻜﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺐ ﻳﻌﻠـﻮ
ﻷﻧﺘـﻢ ﻟـﻘﻠﺒـﻲ ﻛـﺎﻟـﺰﻻﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـﻈـﻤـﺄ
ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻷﺟﻔــﺎﻧـﻲ ﺇﺫﺍ ﺭﻣــﺪﺕ ﻛـﺤـﻞُ
ﻭﻣــﺎ ﺍﻟــﺮﻭﺡ ﻭﺍﻷﻣــﻮﺍﻝ ﺇﻻ ﻗـﻠﻴـﻠــﺔ
ﻟِﻤـﻦ ﺳـﺎﺋـﺮ ﺍﻷﻛﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺣﺒـﻪ ﺗﺤﻠـﻮ
ﺣـﺒﻴﺒﻲ ياﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﻏﺎﻳـﺔ ﺍﻟﻤﻨﻰ
ﻭﻳﺎ ﺳﻴﺪﺍً ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟـﻮﺟــﻮﺩ ﻟـﻪ ﻣﺜـﻞُ
ﺭﻛﺒﺖ ﻋﻠـﻮﺍً مِـن سـمــاءٍ ﺇﻟﻰ ﺳـﻤـﺎﺀ
ﻭﺻﻠﻴﺖ ﺑﺎﻷﻣﻼﻙ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻚ ﺍﻟﺮﺳﻞُ
ﺩﻧـﻮﺕ ﻣـﻘـﺎﻣـﺎً ﻣَـﺎ ﺩﻧﻰ ﻣﻨـﻪ ﻣﺮﺳـﻞ
ﻭﻻ ﻓــﺎﺯ ﺑﺎﻟـﺮﺅﻳـﺎ ﺻـﺪﻳـﻖ ﻭ ﻻ ﺧِـﻞُ
ﺭﺃﻳـﺖ ﺑـﻌﻴــﻦ ﺍﻟــﺮﺃﺱ ﺭﺑـﻚ ﺟـﻬــﺮﺓ
ﻭﺷﺎﻫــﺪﺕ ﻧــﻮﺭﺍً ﻻ يحيط به ﻋﻘـﻞُ
يُـمـنـاك تـهـمـي بـالعـطـا وتـجــود
وسـمَـا بنـسبـتـه إلـيـك الـجــود
يـا مَـن إذا أوفـى بـبـابـك طـامـح
حـيـزت لـه الآمــال وهـي شُــرود
يا نور عين الكون سرك في الورى
سـاري ونــورك سـاطــع مـشـهـود
هبطت لساحـتـك المـلائك خُشَّعـاً
وأتـوا حـمــاك وظـلـك الـمـمــدود
كلٌّ يَمُـــدُّ إلى الحَبيـــــــبِ وُرودِه
وأنا أَمُــدُّ إلى الحَبِيِـــــبِ وَرِيـِـدِي
يَنسَابُ في روحِي ويَجرِي بدَمِي
ويَلُــوحُ في بَـوحِي وفي تَنهِيِــدِي
لِلحُـــبِّ عِــيِـــــدٌ وَاحِـــدٌ أمّــا أنـا
فِــيــــهِ أُجَـــــدِّدُ كُلَّ يَــومٍ عِيِـدِي.
لـمَّـا ذكـرتُ مـحمـداً بقلم مصطفى سبتة