كتبت : لمياء كرم

ولد إبراهيم شلبي في واحدة من المحافظات التي اشتهرت بالزراعة محافظة كفرالشيخ، مركز قلين  لأسرة متوسطة الحال، وفي هذا الزمن يكون التعليم هو اهم منجازات تلك الأسر المتوسطة، حيث توجه أبناءها الي التعليم هربا من الفقر، ورغبتا في ان يكون لدي الابن وظيفة ثابته لينفق علي نفسة،  وأسرته فيما بعد .

تعلق بالمعرفة، والحب الشديد لواحد من مجالات الإبداع الجديدة عليه، والتي اشعرته بالمتعة، والسعادة كلما اكتسب معلومة، أو مهارة، أو أداء عمل خاص بالرسم، حتي انه انتبه إلي  أن الكتب الدراسية تحتوى على رسومات  جميله مصاحبة للنصوص الدراسية، فتمني لو يستطيع إن يرسم مثل هذا، واهتم بالرسم، وحلم إن يصبح رساما، وأصبح يقضى كل يومه مع القلم، والورقة، ويرسم، ويقلد  كل ما تقع عليه عينه من رسوم.

تدرج ابراهيم فى الدراسة، ومر بمرحلة المراهقة ، التي خلالها تحدث تغيرات في النمو تكون سريعة في الجوانب الفسيولوجية يكون لها آثرها النفسية علي ابراهيم، ورغم أنها مرحله المراهقة اشتهرت بأنها يصاحبها كثير من المشكلات، التي قد تأثر سلبا علي المراهق الا أن موهبة إبراهيم ساعدته علي تجاوز هذه المشكلات  كما ساهمت في نمو الإمكانات العقلية تمايزها عنده ،وزادت من عملية اكتساب الخبرات الانفعالية، واجتماعية، وظهرت في شكل اتجاهات ميوله ايجابية  وحددت القيم لديه، والمبادئ، فإداد تعلقه بأسرته، والمجتمع، والوطن، والدين .

التحق إبراهيم شلبي  بكليه التجارة جامعه طنطا، ووجد فيها ضالته، حيث اكتشف ان للجامعة كانت بمثابة اتليه للفن التشكيلي  مجهز بمستوي عالي، متوفر المساحة الكبيرة التي تساعد علي أداء العمل بشكل مريح للطلاب، وتفسح المجال الرؤية البصرية الجيد، ويجد توجيه من خلال مشرفين متخصصين في الفنون لديهم الخبرات الكافية، كما يتوفر به الامكانيات من أدوات، وخامات، والوان، وقماش، وخشب، وفرش، الي جانب وجود مكتبه ثرية بها مجموعة من الكتب القيمة المتخصصة في الفن، كما توفر الجامعة مجموعة من عمالة المعاونة، و نجارين لمساعدة الطلاب باختصار كان مناخ محفز، وبيئة  مناسب للأبداع، واستغلال جيد لطاقات الطلاب.

لهذا كان حضوره الدائم في اتليه الجامعة لأنه كان يشبه اتليه فنون جميلة فمن خلاله رأي تجارب مختلفة لأصدقاء هواة مبدعين، واستفاد من تعليقات المشرفين علي أعمالهم، كما كان اتليه الجامعة مزار لفنانين كبار فأسعده الحظ قضاء الوقت مع الفنانين المحترفين، وهو كان لديه قدرة علي فهم،  ومسايرة أفكارهم، واهتماماتهم  أكثر ممن هم في نفس الفئة العمرية، من الزملاء، فكان يتناقش معهم في بعض القضايا الفنية، ويستفيد من قاموس مصطلحاتهم الوسع، حيث يبحث دايما وراء الوصول الي فهم المصطلحات، التي ترتبط بمجال موهبته بشكل كبير، ولأنه كان محبا مخلصا لموهبته

ومن خلال الاطلاع علي جانب مهم من شخصية “إبراهيم شلبي “،وهو محاولة البحث، والتجريب في مجال الخامات، وكيف يفكر في الحصول علي أداء إبداعيا بتجريب الخامات قد تكون الجديدة عليه نستطيع أن نفهم بطريقة أفضل كيف نستشف قدراته الإبداعية، التي تكون لديه الشخصية الفنية، ودوافعها الإبداعية، وكذلك التعرف علي الوسائل، والأساليب، والتكتيكات التي يتبنـاهـا ويـطـورهـا مـن أجـل إنجـاز أعماله، حتي ندرك أن  عملية الإبداع في فن التصوير ليست بالبساطة، التي قد يتصورها البعض، فهذا الفن الذي يعرف عادة على أنه فن تنظيم للألوان بطريقة معيـنـة عـلـى سـطـح مـسـتـوي لصنع رؤي بصرية؛ انما يتضمن الكثير من الممارسات، والأنشطة الابتكارية، التي تحول المسطح الصامت  إلي عمل فني ينطق بالجمال، حتي نتمكن من تقدير  ذلك الفنان الذي يقوم بإنجازه.

وبتأمل أعمال الفنان “إبراهيم شلبي” نجد أن أسلوب تفكيره البصري  موجه من خلال الأشكال من حـيـث طبيعتها، ومكوناتها، وعلاقاتها، وقابليتها للتطوير، لان هيئة العمل الفني تحدد المظهر الخارجـي ، مع المحتوى، أو المضمون مرتبطان، لتحقيق مستوي من الرؤية الإبداعية الشاملة ،حتي يُنبهُ لأهمية  الفكرة عموما بأسلوب يتمتع بالعصرية ، حيث يحقق عملا له مساحة من الاتساع، والعمق الواقعي في الفن .

يرتكز محور الأداء الإبداعي عند ” إبراهيم شلبي ” علي الأسلوب الذي سينفذ من خلاله العمل، كعمليات التحضير، وتكوين الاسكتشات، وكذلك عمليات بلورة التصورات، وأيضا تكوين الإطار والإحاطة بالمرئيات، والتقاط المثيرات

وتميز بحس فني عالي استوعب خلال جوانب الحياة المصرية فخلق لدية قدرة عالية علي التعبير التي مكنته من اختيار مفرداته والوانه وأيضا قدرة عالية علي تلاعب بالمساحات وتخليق تكوينات ابداعية مبتكرة تخطب عقول المشاهدين وتدعوهم إلي إطالة انظر وتأمل فالفنان لديه القدرة علي الجمع بين الموجب والسالب في تناغم غريب مما يساهم في فتح افاق جديدة للاستمتاع عند المشاهد

ونحنوا نتمني له دوام الابداع واستمرار العطاء الفني .

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز