يكتبها: اودي جمال

يقع “شارع فؤاد” بوسط الإسكندرية، ويعد أحد الشارعان الرئيسيان لمدينة الإسكندرية القديمة والذي تتعامد عليه الشوارع الفرعية الأخرى لتكون التصميم الشطرنجى المميز للمهندس الإغريقي دينوقراطيس وهو المستشار الفني والهندسي للإسكندر الأكبر ، وهو الذي قام بوضع حجر الأساس لعروس البحر المتوسط ، حيث قام بتخطيط المدينة لتكون مثل رقعة الشطرنج وهو أسلوب البناء الذي كان متبعاً فى تخطيط المدن اليونانية القديمة.

أطلق على شارع فؤاد قديمًا إسم “الطريق الكانوبي”، حيث كان يبدأ من “بوابة رشيد” عند المصب الكانوبي لنهر النيل فى إتجاه أبي قير شرقأُ ، وقد تميز وقت بنائه بالأعمدة الرخامية المصفوفة علي جانبية من بدايته وحتى نهايته.

شارع فؤاد أو الطريق الكانوبى يتقاطع مع شارع “كاردو دي كومناس ” شارع النبي دانيال حالياً” فى قلب الإسكندرية وهو الشارع الرئيسي الآخر لمدينة الإسكندرية ، حيث يعد الشارعان أقدم شوارع المدينة ومن أقدم شوارع العالم والتى مازالت تحتفظ بآثار حضارة إنشائها إلي الآن.

ومع مرور العصور تغير اسم الشارع ، حيث أطلق عليه شارع ميناء رشيد فى بداية العصر الإسلامي، ثم سمي بشارع أبي قير بأكمله إلى عهد ملك مصر السابق الملك فؤاد حيث أطلق إسمه عليه ، ثم تغير مسمى أغلبه بعد زوال الملكية عن مصر في عام 1952م.
حيث أطلق على جزء كبير منه إسم طريق الحرية إلا أن الجزء الباقى منه مازال محتفظاً بإسمه “شارع فؤاد” إلى وقتنا الحالي.

كان “شارع فؤاد” جزءا من الحي اللاتيني الذي كان يعرف بحي التوفيقية، وتعود تسميته بهذا الاسم لأن الخديو توفيق كلف المهندس الإيطالي فيلبو بيني، بمهمة إعادة تخطيط هذه المنطقة عام 1880م.
حيث أنشأ المهندس “بيني” 3 قصور مازالت موجودة حتى الآن وهي حالياً مدرسة بلقيس ومديرية الصحة والمركز الثقافي الإسباني.

يحتوي شارع فؤاد علي العديد من معالم الإسكندرية، ومنها مبني محافظة الإسكندرية القديم والذي تهدم حديثا ، كذلك يوجد به مقر اوبرا الأسكندرية أو “مسرح سيد درويش”، والتى بناها المهندس الفرنسي جورج بارك، وعرفت لفترة طويلة بـ”تياترو محمد علي”، ثم تغير اسمها إلى مسرح سيد درويش عام 1962م.

كما كان يحتوي الشارع علي بعض السينمات التي شيدها “آل قرداحي” اللبنانيون، وكان أشهرها سينما بلازا ورويال وسينما ريو الشهيرة ” صالة طوسون باشا” والتي شهدت أول عرض سينمائي في مصر وذلك في 15 نوفمبر عام 1896م.

يضم شارع فؤاد “المتحف القومي” والذي كان فيلا لتاجر الأخشاب اليوناني “باسيلي”، والذي بناها على الطراز الإيطالي الحديث، وظل مقيماً بها حتى عام 1954م ، ثم قام ببيعها للسفارة الأمريكية، ثم اشتراها المجلس الأعلى للآثار في عام 1996م ، وحولها إلي مقر للمتحف القومى.

كما كان يوجد به ساعة الزهور، والتي كانت ساعاتها تدق بانتظام أمام “حدائق الشلالات” والتي تضم بقايا آثارالإسكندرية مثل الأسوار القديمة وصهريج الشلالات المكون من ثلاثة طوابق والمقسم طولاً وعرضاً إلى خمسة أقسام بواسطة أعمدة جرانيتية مختلفة الطرز والأشكال.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز