لواء دكتور/ سمير فرج متابعة عادل شلبى
عمل الرئيس الأمريكي، الحالي، جو بايدن، نائباً للرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، خلال فترتي حكمه، التي امتدت لثمان سنوات، متتالية، اطلع خلالهم على أسلوب إدارة الرئيس أوباما، الذي اعتمد على وجود مجموعات Think Tank، أو مجموعات الفكر والرأي، المستقلة. فقد اختار الرئيس أوباما، السيدة مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، رئيسة لمجموعة، تتبعه مباشرة، قوامها 17 فرد، أمريكي الجنسية؛ ثلاثة منهم من قدامى الدبلوماسيين، وثلاثة من جنرالات الجيش المتقاعدين، واثنان من أساتذة الاقتصاد، وأستاذ في العلوم السياسية، واثنان من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA السابقين، واثنان من رجال الإعلام، فضلاً عن طبيب علوم نفسية، وأستاذ في علوم الفضاء، واثنان من الأساتذة المتخصصين في العلوم السيبرانية.
كانت تلك المجموعة تتلقى تكليفاتها، مباشرة، من الرئيس أوباما، لدراسة وعرض المقترحات والرؤى، بشأن موضوعات محددة، وخطوات التنفيذ المقترحة، مدعومة بالمبررات التي تم الاستناد عليه وصولاً للرأي، مع عرض مميزات وعيوب بدائل الحلول المقترحة، وكان للمجموعة أن تستعين في عملها باستشاريين متخصصين، وفقاً لطبعة التكليف. وإعمالاً لذات النهج، أنشأت وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة مماثلة لتقوم بنفس المهام، بتكليف من وزارة الخارجية، وأنشأت وكالة الاستخبارات الأمريكية، مجموعة مماثلة، معنية بطبيعة عملها، علاوة على مركز إدارة الأزمات التابع لها. والجدير بالذكر، أن الكثير من الدول والمؤسسات، مثل تايوان وباكستان ومعظم دول جنوب شرق آسيا، تتبع نفس هذا النظام حالياً.
أما الرئيس السابق، دونالد ترامب، فقد ألغى ذلك النظام، واستبدله بالاعتماد على مستشاريه الأساسيين، المعينون بالبيت الأبيض، وبوصول الرئيس الحالي، جو بايدن، إلى السلطة، في يناير الماضي، توقع البعض عودة نظام Think Tank، مرة أخرى، للأضواء، باعتباره نهجاً معمول به في دهاليز الحزب الديمقراطي، الذي ينتمي إليه الرئيس الحالي، والرئيس الأسبق، أوباما، وهو ما لم يحدث، حتى الآن، ولم تظهر أي بوادر لعودته، كأحد أدوات اتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية، ولا زال الرئيس جو بايدن مكتفياً بالاستعانة بمستشاريه، وخاصة من رجال الحزب الديمقراطي … فهل تودع أمريكا، الآن، مجموعات الفكر والرأي المستقلة، أم تعيد إحيائها، قريباً، للاعتماد على خبرات أعضائها المتخصصين، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت لقرارات الرئيس جو بايدن، وآخرها الانسحاب من أفغانستان وما تلاه من عواقب نتابعها وخيمة، لازالت أصدائها تملأ العالم؟