بقلم: أشرف عمر
المنصورة

التصريحات التي صدرت في الآونة الأخيرة من وزير خارجية تركيا وبعض المسئولين هناك والتي تتضمن مغازلات سياسية لمصر بهدف التقارب والعمل المشترك في بعض الملفات ليس الهدف منها كما يعتقد البعض إعادة العلاقات بين الدولتين على أساس متوازن يراعي مصلحة البلدين على حد سواء وإنما هي محاولة من تركيا في الوصول إلى عده تفاهمات مع مصر حول الملف الليبي والغاز في البحر المتوسط التي تقف حجر عثرة في وجه تركيا وأطماعها، فكلا الملفين معقد ولم تحسمهما تركيا لصالحها حتى الآن على الأرض، وأنه دون التوصل لتفاهمات مع مصر فإن الأمور ستظل مفتوحة ومعقدة ومكلفه بالنسبة لها، ليبيا ليست حفتر أو غيرة كما يعتقد البعض وان الأمور مازالت مفتوحة داخل الساحة الليبية علي مصراعيها ولم يحسم الصراع فيها حتى الآن ولم تحقق قوات الوفاق انتصارات ناجزة على الأرض لفرض سيطرتها على كامل التراب الليبي. فالانتصار هو إعلان طرف استيلاءه علي كامل الأراضي الليبية وبسط سيادته الكاملة عليها واستسلام باقي الأطراف والرضوخ لمطالبه. وهذا الأمر لم يتحقق حتى الآن من قبل قوات الوفاق ولن يتحقق وإنما الانتصارات التي تحققت هي انتصارات مرحلية ومحدودة. ولذلك فإن الصراع مازال قائما بين أطراف النزاع في ليبيا وان مفتاح الحل سيظل في مصر وليس في الجزائر أو روسيا أو أنقرة. لذلك فهمت تركيا ذلك جيدا وتحاول الآن فتح حوار مع مصر يمهد إلى إيجاد تسوية حسب وجه نظرها وما تقتضيه مصالحها ونظرتها التوسعية في المنطقة لأعاده مجدها العثماني. ووضع قدمها في البحر الأبيض المتوسط والاستفادة من الغاز
وهذا لن يحدث بعد أن كشفت تركيا عن إستراتيجيتها في ليبيا ورغبتها الجامحة في إنشاء قواعد تركية على غرار ما حدث في قطر ولن ترضي بوجودها مصر والدول العربية والليبيين أنفسهم. ولذلك لن يكون هناك استقرار في ليبيا حيث إن كثير من الليبيين يرفضون التواجد التركي والأجنبي على الأراضي الليبية. الملفات في ليبيا معقدة وان مصر لديها الخبرة فيها وان تفكير تركيا التي عبرت البحر في سابقه لم تحدث في العراق أو سوريا واللعب على جبهة الوفاق التي تميل للتعامل معها لأسباب معلومة في الاستيلاء على القرار الليبي وملفات أخرى لن يؤدي إلى انفراجة سياسية قريباً مع مصر. وكذلك ملف الغاز في البحر المتوسط والذي تريد تركيا بسط إرادتها عليه على الرغم من عدم أحقيتها فيه وذلك عن طريق الاعتداء على الحق القبرصي وانتهاك سيادة البلدان في المتوسط. ووقوف مصر في مواجهته وعدم قبولها به ودع عنك ما يشاع من أن تركيا تريد مصلحة مصر في مشروع تقسيم الغاز في المتوسط وأنها اكتشفت أن مصر تنازلت عن حقوقها كل هذه أمور القصد منها فتح حوارات مع المصريين. لذلك فإن كل هذه الأمور لن تؤدي إلى تفاهمات في المستقبل القريب بين البلدين بسبب التباين في المواقف والتعارض في المصالح وستظل مصر -عظمة – في زور تركيا وتحركاتهاولن تستطيع تركيا حسم ملف من الملفات التي نوهنا عنها دون مصر

Loading