كتب : خالد محمد
ان الله سبحانه وتعالى قد الف بين قلوب الذكر والانثي كما قال الحق تعالي( (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً).فتبدأ عملية الزواج بالحب والحب نوعين:(١)الحب الصادق:هو الحب الصادق النابع من القلب، والذي لا تشوبه تداخلات المصالح أو أي أمور أخرى، وهو رغبة الإنسان بوجود من يحبّ قربه لا أكثر، لو أردت التكلّم عن الحب وصدق مشاعره سيطول الحديث، كل ما أمكنني فعله أن أجمع لكم بعض الكلام الذي يصف الحب الحقيقي وصدقه.
(٢)الحب الكاذب:هو الحب الكاذب النابع من غرض ما كشراكة عمل او لهو ولعب بقلوب الاناث وهو الحب الذي يؤدي الي هدم المجتمع.
فالسّكينة والمودّة والرّحمة من أعظم حِكَم الزواج، ولقد كانت حياة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثالاً واضحاً في ذلك، وكان يُكثر أيضاً من وصيّة أصحابه -رضي الله عنهم بالمعاملة الحَسنة لنسائهم، فكان يقول: (خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلي)،فكان بذلك قدوة حَسَنة ومثالاً يُحتذى به، ومن ذلك حبّه لزوجته خديجة رضي الله عنها. لقد كان للسيدة خديجة رضي الله عنها فضل ومكانة عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، في حياتها وحتى بعد مماتها؛ فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم يعترف ويعلن حبّه لها وكان يُكثر من ذكرها ويُكثر من الثّناء عليها، ومن المواقف التي تُظهر ذلك ما يأتي: الموقف الذي حدث به غَيْرة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها من السيدة خديجة بنت خويلد، فقالت عائشة: (ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيْتُها، ولكن كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشّاةَ، ثمّ يُقَطِّعُها أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له: كأنهُ لم يكُن في الدنيا امرأةٌ إلا خديجةُ، فيقول: إنّها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ)، ومن محبّته لها أيضاً أنّه كان يستبشر فرحاً عندما كانت تأتي أختها هالة، كما روى الإمام مسلم من حديث أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (استأذنت هالةُ بنتُ خويلدٍ أختُ خديجةَ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فعرف استئذانَ خديجةَ فارتاح لذلك، فقال: اللهم هالةُ بنتُ خويلدٍ، فغِرْتُ فقلتُ: وما تذكرُ من عجوزٍ من عجائزِ قريشٍ، حمراءَ الشدقيْنِ، هلكت من الدهرِ، فأبدلك اللهُ خيراً منها).