كتب خالد محمد

شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي،الخميس 9-3-2023 ، فعاليات الندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة؛ بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة .


وتحتفل مصر والقوات المسلحة في الـ9 من مارس من كل عام بـ”يوم الشهيد”، والذي يوافق ذكرى استشهاد رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول عبد المنعم رياض عام 1969، وهو وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف .

حضر الندوة رئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي، وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة .

وبدأت فعاليات الندوة بعرض فيلم تسجيلي بعنوان “القطرة” يتطرق إلى القطرات التي يستنزفها الإنسان في سبيل تحقيق الإنجازات والتطورات وتغيير الواقع في البلاد سواء أكانت قطرات من العرق أو الدم أو الدمع على شهداء الوطن .

وسلط الفيلم التسجيلي على إحدى الكلمات السابقة للرئيس عبد الفتاح السيسي التي قال فيها “يا مصريين في ثمن كبير قوي دُفع من أجل بقاء باقي الشعب، وأقل ثمن يمكن أن يدفع الآن هو أننا نحافظ على تضحيات زينة شباب مصر التي بذلت من أجل بقاء الشعب “.

وعقب ذلك، قدم الفنان صبري فواز، فقرة بعنوان “رموز خالدة” قال فيها “دخلت دار بعد دار والكل بيحيي، أنا اللي حي وشهيد في الجنة وفي حيي، الله أكبر كأن الشمس من ضيي، على رمل سيناء في نار المعركة والصهد أنا والتراب المنور انتصرنا لبعض، وكنت صايم ملكت من السماء للأرض وكنت عطشان محدش ارتوى زيي.. الشهيد اللي روحه الطاهرة فارقت جسده عشان تسكن قلوب الملايين له رسالة، ورسالته بتقول دفعت دمي ثمن عشان يعيش الوطن، وبنقول له على العهد هنصون الوطن ونحط أولادكم وأسركم جوا عنينا “.

واختتم هذه الفقرة قائلا: “يا كل شهدائنا اللي دفعوا بدمهم أغلى ثمن لجل الوطن، لكم مكانة ومنزلة جوا القلوب مبتتمحيش وهتفضلوا رموز خالدة “.

عقب ذلك، عُرض فيلم تسجيلي بعنوان “رموز خالدة” أبرز بطولات شهداء الوطن من أهل البطولة والفداء والتي ستظل سيرتهم خالدة تتحدى الزمن .

واستعرض الفيلم بطولة استشهاد عقيد أركان حرب/ عاصم محمد عصام الدين، حيث وصفه كل من تعامل معه، بالأسد الجسور الذي يقتحم ويسبق مجنديه ليتلقى ما يتلقى قبلهم، وكذلك بطولات الشهيد مقدم/ أمير إبراهيم عوض الله، والشهيد جندي/ بيشوي شهدي عبدالمسيح، والشهيد عميد أركان حرب أحمد عبدالمحسن السيد، والشهيد رقيب/ هاني عبدالرحمن علوان، والشهيد مُقدم/ محمود منتصر، حيث روى أهالي الشهداء بطولات أبنائهم، وما شعروا به من ألم الفراق عقب الشهادة، وشعورهم بالفخر والرضا بالمكتوب، حيث يعيش الشهيد ويظل دائمًا داخل القلوب .

ثم عُرض مشهد تمثيلي بعنوان “مثلث القيادة”، سرد قصة ثلاثة من أبطال القوات المسلحة (دفعة 2009)، جمعهم القدر في يوم واحد ومشهد واحد يوم التخرج في مثلث القيادة وهم يسلمون العلم لبعضهم البعض.. وهم (الرائد الشهيد مصطفى حجاجي مساعد الدفعة 103 حربية، والرائد الشهيد محمد علي العزب مساعد الدفعة 104 حربية، والرائد الشهيد عماد الدين أبو رجيلة حامل العلم) وجميعهم استشهدوا في سيناء وسجلت أسماؤهم في سجلات الشرف .

وحيا الرئيس عبدالفتاح السيسي وجميع الحضور “وقوفًا” أمهات الشهداء الثلاثة.. وحرص الرئيس على التقاط صورة مع الأمهات الثلاثة كل على حده .

وقالت إحدى أمهات الشهداء: “إنه شرف لنا وكرم من عند ربنا أن كرمنا بالشهادة، وفخر لي أن يكون لدى شهيدان وأنا على أتم الاستعداد للشهادة دفاعًا عن الوطن ولكي يعيش الشعب المصري في أمن واستقرار بفضل الله -سبحانه وتعالى- والقوات المسلحة، وأنتم سند لنا بعد الله”، مضيفة: “الحمد الله أن بلدنا في استقرار ولم نهجر منازلنا “.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الأمن الذي تشهده مصر حاليًا كان ثمنه دماء وأرواح وتضحيات الشهداء .

وأضاف الرئيس، في مداخلة مع ثلاثة أمهات لشهداء “مثلث القيادة”: “عندما استشهد الأبطال لم تكن الصورة واضحة.. وهم ضحوا ودفعوا الثمن الذي لن نستطيع أن نعوّضه لأمهات وأسر الشهداء بل الله -سبحانه وتعالى- من يعوضهم “.

وأضاف الرئيس “اليوم نحن نعيش بفضل الله وتضحيات هؤلاء الشهداء التي دفعت منذ حوالي 9 سنوات”، معربًا عن سعادته وفخره بلقاء أمهات الشهداء وطلب منهن الحديث إلى الناس لإيصال صوتهن إلى شعب مصر “.

وقال الرئيس السيسي “إنه عندما استشهد هؤلاء الأبطال كان الخوف يسيطر على الجميع وكنا نستيقظ على عمل إرهابي كبير، ودماء أبنائنا تنزف وأرواح تصعد إلى بارئها”، مؤكدا أن الثمن الذي دفعه الشهداء من أبناء مصر وما قدمته أسرهم وخاصة الأمهات، لن نستطيع تعويضه، وأن الله سبحانه وتعالى هو من يستطيع تعويضهم، فهو وحده القادر على ذلك .

وأضاف “الجيش ليس فقط من يتذكر شهداء الوطن بل المصريون جميعًا”، وتابع “نحن اليوم نتحدث عن استشهاد الفريق عبد المنعم رياض.. تلك الواقعة التي تجاوزت 50 عامًا.. فنحن لم ولن ننساه ولن ننسى كل شهيد وكل مصاب قدم جزءًا من جسده من أجل أن تصبح البلد في أمان وسلام “.

وقال “إن البعض كان يتعجب منذ سنوات عندما يتطرق الحديث عن القضاء على الإرهاب”، مؤكدا أنه بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود أبناء الوطن تحقق الحلم وبفضل تلك الأرواح والأسر المصرية البسيطة التي ربت أبناءها وقدمتهم فداء للوطن .

وشدد الرئيس السيسي على ضرورة الحفاظ على الوطن وألا نسمح بتكرار ما حدث من خراب في مصر، مؤكدًا أن ما شهدته مصر خلال السنوات العشر الأخيرة، تحقق بفضل من الله تعالى وتضحيات الشهداء من الجيش والشرطة والمصريين جميعًا .

ووعد الرئيس السيسي أسر الشهداء بتخصيص يوم للاحتفال معهم في سيناء بـ”يوم الشهيد”، وقال “سترون سيناء بصورة مختلفة عن الصورة المؤلمة التي كانت تظهر عليها بسبب ممارسات الأشرار” ، مضيفًا “ستفخرون بأن أبناء الوطن قدموا أرواحهم من أجل هذا البلد “.

وأكد الرئيس السيسي ضرورة الحفاظ على تضحيات الشهداء الذين دفعوا ثمنا كبيرا من أجل أن يتحقق الأمن والاستقرار للدولة المصرية، مشددا على أن الحرب ضد الإرهاب لم تكن بسيطة طوال السنوات العشر الماضية .

وأضاف الرئيس السيسي، أننا نشعر ونقدر أن ثمنا كبيرا قد دفع لكي نشعر بالأمان والاستقرار، مضيفا إن الاحتفال بـ “يوم الشهيد” يعكس العرفان بحق الشهداء، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها مصر وتجاوزتها بفضل الله سبحانه وتعالى وتضحيات الشهداء .

وتابع الرئيس: “أكدنا منذ سنوات أن الإرهاب سينتهي وأنه لن يكون هناك إرهاب في بلد طالما كان شعبها على قلب رجل واحد “.

ولفت الرئيس السيسي، إلى أن هناك مقدرات وتكلفة قدمتها الدولة في حربها على الإرهاب، وما حدث ليس وليد اللحظة بل كان نتاج فكر وتخطيط من أهل الشر من أجل أن تتعرض مصر لما مرت به منذ عشر سنوات .

ونبه الرئيس السيسي، إلى أن المؤامرة الكاملة على مصر كانت في عام 2011 عندما كان الناس مشغولين في الميدان، في الوقت الذي كان يتم فيه تخريب مؤسسات الدولة في سيناء، وفي يوم 28 يناير 2011 خرجت الأمور عن السيطرة والأمر كان خطيرا جدا .

Loading