بحُبِّ المصطفى تصفوالقلوبُ

بقلم: مصطفى سبته

ﺟَـﻌَﻠْﺖُ ﺣُﺒُّـﻚَ ﻳَـﺎ ﺧَﻴـﺮَ ﺍﻟـﻮَﺭَﻯ ﺃﻣَـﻠِﻲ
ﻭَﻣَـﻦْ ﻳُﺤِﺐُّ ﺭَﺳُـﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻟَــﻢْ ﻳُـﻀَـﻢِ
ﺣَـﻠَﻠْـﺖَ ﻗَـﻠْـﺒِـﻲ ﺑِـﻨُـﻮﺭٍ ﺯَﺍﺩَﻧِـﻲ ﺷَـﺮَﻓـﺎً
ﻣِـﻦ ﻏَﻴﺮِ ﺣُﺒِّﻚَ ﻣَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻘَﻠْﺐِ ﻣِﻦْ ﺇِﺭَﻡِ
ﻗَـﻠْﺒِـﻲ ﺑِـﺤُـﺒِّﻚَ ﻳَـﺎ ﻣَــﻮْﻟَﺎﻱَ ﻣُـﺮْﺗَـﺒِــﻂٌ
ﻛَﺎﻟﻨَّﻔْـﺲِ ﻭَﺍﻟﺮُّﻭﺡِ ﺩَﻭْﻣـﺎً ﻏَﻴﺮَ ﻣُﻨْﻔَﺼِﻢِ
ﺃَﺭَﻯﺧَﻴَﺎﻟَﻚَ ﻓِﻲ ﺭُﻭﺣِﻲ ﻭَﻓِﻲ ﺟَﺴَﺪِﻱ
ﻭَﺫِﻛْـﺮِﻛُـﻢْ ﺑِـﻠِﺴَﺎﻧِـﻲ ﻭَﺍﻟـﺪَّﻟِـﻴـﻞُ ﻓَـﻤِـﻲ
ﺑِﻚَ إﻟﺘَﺠَﺄْﺕُ ﻋَﺴَـﻰ ﺍﻟـﺮَّﺣْﻤَـﻦُ ﻳُﺼﻠِـﺢُ
لِيﺣَﺎﻟِـﻲ ﻭَﻳَﻐْﻔِـﺮ ﻣَـﺎ ﺯَﻟَّـﺖْ ﺑِﻪِ ﻗَـﺪَﻣِﻲ
فَاﺷْﻔَـﻊْ ﻟَﻨَﺎ ﻳَﺎﺭَﺳُـﻮﻝَ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻳَـﺎ سنـدي
ﻭَﻭَﺍﻟِﺪَﻱَّ ﻭَﺃﻭﻟَﺎﺩِﻱ وإخوَانِي ﻭَﺫِﻱ رَحِمِ
تصفوالقلوبُ بحُـبِّ المصطفى ولها
بــه عَن الخـلــق إعراض وإدبــارُ
هام المحبون في حبِّ الحبيب وما
نـامـوا فـفي حـبِّه سـحـرٌ وإبـهـارُ
هامواعلى قدرهم في الحُبِّ فاختلفوا
فــقــدرُ أحمدَ مَــا دانــاه مِـقـدارُ
ياحاديَ الشـوق إنَّ الشـوق أقـدارُ
وكُل حِبٍّ لـه فـي الحُــبِّ أسرارُ
قدذاق طعمَ الهوى مَن بالهـوي ثَمِلٌ
ومَن له في ضروب الشــوق إبـحـارُ
ولاينـال رضـاالمحبوبِ غيـرُ فتيً
ماعِـنـده مِـن وراءالحــبِّ أوطــارُ
يا سـيـدي يـاأبـاالزهــراء مـعـذرةً
فـلاعـج الشـوق لاتـحـويـه أشـعـارُ
يا فــوزمَن قلبـهُ بـالمصطفـى وَلِـهٌ
فالمصطفى حـبُّـه في القـلـب أنوارُ
قـد كـنتُ أحـسَـبُ أنَّ وصـلـكَ
يُشْترى بنفائسِ الأموالِ والأرباحِ
وظننْتُ جهـلاً أنَّ حُـبَّـكَ هيّـنٌ
تـفـنـىٰ عـلـيـهِ كـرائــم الأرواحِ
حتّى رأيتُـكَ تَجتبي وتَخُـصُّ مَن
أحـبـبـتــه بـلـطـائــفِ الأمـنَــاحِ
فعلـمـت أنّـك لا تُـنـالُ بحـيلـةٍ
ولويت رأسي تحتَ طـيِّ جناحي
وجعَلْتُ في عـشِّ الغـرامِ إقامتي
فـيـهِ غُــدُوِّي دائِـمــاً ورَواحـي
‏قلبي بحبـك يا محمّـدُ قـد نَـشَـا. هواك يسري في الفؤاد وفي الحَشا
يا من أزلتَ عن القلوب حجابَهـا ‏
يا مـن هــواهُ بمهجتي قـد عَشْعشَـا
فاضَ الحنينُ إليكَ زاد تشــوقِي
والقـلـبُ مُـشـتـاقٌ إليــك تـعطّـشَـا
وقـفـتُ بالـذل فـي أبــواب عِـزكـمُ
مُستشفعـاً مِن ذنـوبى عندكـم بكـمُ
أُعـفِّـرُ الخـدَّ ذُلاً في التـرابِ عسـى
أن تَرحمـوني وتَـرضـوني عبيـدكمُ
فـإن رضيتم فـيَا عـزي ويا شـرفي
وإن أبـيتـم فـمَـن أرجـوهُ غـيـركـمُ
لا بـلَّـغَ الله عـينـي طيـب رؤيتكـم
إن طـاب للسمـع يوماً غيـر ذكركـمُ
وإن وجـدتُ اصطباراً عن محبتكم
عُـدمـت كـل مـســرَّاتى بِـأنـسِـكـمُ
نسيـتُ كل طـريـقٍ كـنـت أعـرفـهـا
إلا طـريـقــاً يـؤديـنــي لــربــعـكــمُ
أنا المـقـر بـذنبي فاصفحـوا كـرمـاً
فـ بـانـكـسـاري وذلـي قـد أتيتـكـمُ
لا تطردوني فإنى قد عُـرِفـتُ بكـمُ
وصِـرتُ بين الـورىٰ أُدعىٰ عبيدكـمُ
بمطلقِ الحسنِ واللطف الجميلِ غدت
كلُ القلـوبِ وراحـتْ تحـت أسركـمُ
وحـقـكـم قسمـاً حسبـي بِـهِ قَـسـمُ
علـى أعــزِّ مِــلاحِ الـقـومِ مـنـقسـمُ
إن مِتُّ فى حُبكم شوقاً فيا شرفي
ويـا سـروري بـمـوتي فـيكـمُ بـكـمُ
عَجَـزَ الكـلامُ عـن الكـلامِ بِوَصفِكُـم
حــارَ الخـيـالُ وفـــاقَ ما يُـتَـصَـوَرا
ياسَيِـدي كَم فـي الفـؤآدِ لِشَخْصِكُـم
حُـبــاً ووصـفــي فيـكـمـو مـتـعـذرا
لايــارســولَ اللهِ لَــســتُ مُـوَفِــيــاً
وَقَـــفَ الـثَـنـاءُ أمـامَـكُـم مُتَـحَـيـرا
يـكـفــي بــــأنَ اللهَ فــــي قُــرآنِــهِ
قـد أثبَـتَ الخُـلـقَ العظـيـم الأنــوَرا
يكـفـي بــأنَ الـنـورَ شَــعّ شُعـاعَـهُ
لـمــا دعــــا للعـالـمـيـنَ وأخــبــرا
يكـفـي بِــأنَ المُسلِـمـيـنَ تَـوَحــدوا
والمـنـهـج الـقــرآن نـــوراً نَـيِــرا
قُل للفُؤاد وقَد تَمادَى غَمُّه
مَالي أراك مُسَهّداً مَهمُوماً
أومَا عَلِمتَ بأنّ ربَّكَ قَائلٌ
صَلُّوا عَليه وسَلِّمُوا تَسلِيماً
فبِهَا يُفَرّجُ كلّ كرب فادِحٍ
وتَكُونُ ذُخراً للمَعَاد عظيماً
يَجزيكَ عَشراً عَن صَلاتِك مَرّةً
وتَنالُ عِزّاً في الحياة مُقيماً
صلّى الإلهُ على الحبيب بفَضله
وحَبَاه قَدراً في الأنام عَظيماً
يا أيُّها الراجون مِنهُ شَفَاعَةً
صَلُّوا عَليه و سَلِّمُوا تَسلِيماً.

Loading