كتب: جمال وهب الله

اسم مصر يذكر ، فينتفض له قلب من أحبها . من اعترف بفضلها . من وقف إلى جانبها . من تحمل عثرتها . من شارك فى صنع بطولاتها ، وأمجادها . مصر التى لم تفرق بين ابن ، أو ابنة . لقد قامت بتربية الجميع على تحمل المصاعب علمتنا الصمود فى وجه المحن علمتنا العناد حين يتعلق الأمر بحق من حقوقها ! أكسبتنا من حرارة شمسها صلابةً ، ومن صفاء سمائها روحًا طيبة .

زينت جبيننا بزهور اللوتس الجميلة . عشقناها فى كل عصورها ، وزادنا فخرًا أن نباهى بها بين الأمم ، وللذين أخذهم حب مصر إلى منطقة أخرى فشغلهم العطاء عن الأخذ فضحوا من أجلها ، إليهم فقط أوجه كلماتى . إليكم يامن تناسيتم احتياجاتكم ، ولم تنسجوا من مطالبكم يومًا شبكة صيد تجمعون فيها سلبيات تتصيدونها من حولكم ؛ لتقوموا بعرضها لمن يدفع أكثر ! إلى هؤلاء الذين إذا رأوا عيبًا لم يهللوا به ، بل اجتهدوا للبحث وسط ملايين الأفكار عن حلول عاجلة له . نناديكم من فوق أرض مصر ندعوكم أن تصدقوا مع أنفسكم ، فتنظروا لماضيها ، وعدد الانكسارت التى مرت بها ، وقد فاجأت الجميع بعدها بأن قامت من جديد ! قامت أقوى ، وأشد مما كانت عليه ؛ فمصر لم تمت أبدًا ، ولن تموت ، لايعنيها مايقال من أقزام ظنوا فى سكرتهم أنهم عمالقة ؛ فمصر أبدًا باقية .

ماأكرمك يامصر ! حين تحملينهم فوق أرضك ، وتطعمينهم من خيراتك . تروينهم من ماء نيلك ، وتسترينهم بملبس ، ومسكن يواريهم .
ما أحن قلبك ياأمى ! وماأطيب عطاءك ! نحن من علمنا قدرك سنبقى دائمًا إلى جوارك نتعلق بطرف ثوبك . نستمع إليك ، ونفعل ماتأمرين به ؛ فمنك يامصر نتعلم كيف نسير . أما عن هؤلاء فلعلهم يعودون إلى رشدهم يومًا ، وإن لم يعودوا فكما تعلمين ياأمي إن غضب الأم لايقابله سوى غضب الرب . اتركيهم إلى مصارعهم التى كتبت عليهم ؛ فلطالما نصحت ، وأغدقت عليهم من نعمك التى وهبك الله إياها . دمتِ يامصر لمن عرفوا قدرك أمًا حانية . دمتِ شامخة عالية الهامة ، ودامت رايتك خفاقة تعانق قمم الجبال .

Loading