منذ أن دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار الوطني، الذي هدفه الرئيسي من وجهة نظري هو وحدة الجبهة الداخلية و المشاركة بمقترحات بناءة تساهم في حل الأزمة الإقتصادية وحلول خارج الصندوق لحل المشاكل التي من شأنها تحسين حال المواطن المصري الذي يمثل العامل الرئيسي في الحوار، واسعد هذا القرار الشعب المصري بأكمله بكل طوائفه و فئاته، ولكن كما هي العادة في الشارع السياسي المصري انقلب الهدف السامي للحوار من وحدة الصف وتماسك الجبهة الداخلية، الي تصريحات وبيانات عقيمة لا هدف لها الا المصالح الخاصة وبنفس الشعارات الرنانة والأفكار الهدامة القديمة المتجمدة التي عفى عليها الزمن، من بعض الوجوه الكريهة التي تحاول جاهدة تصدر المشهد لأسباب لا يعلمها الا الله.
ولكن هذه المرة الشعارات ليست لمغازلة مشاعر الجماهير فقط ولكن لمخاطبة و مغازلة الغرب للضغط علي الدولة المصرية لتحقيق أهداف ولمكاسب شخصية، وانكشف الغطاء عن النوايا الخبيثة للبعض، وظهر العقم الفكري للبعض الآخر من فلاسفة العصر و منظري الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي عشاق ” التريندات “
و حولوا الدعوة للحوار الوطني الي معركة شخصية وهجوم حاد ولازع لحكومة ” مدبولي ” ومطالبتها بالرحيل مرددين شعار ” شكرآ حكومة مدبولي لقد نفذ رصيدكم” دون ابدأ أسباب جوهرية واضحه.
وعرض ما قامت بها هذه الحكومة من إنجازات وإخفاقات بكل حيادية للراي العام، ولكن تغيير من أجل التغيير فقط دون مراعاة المصلحه العليا و الظروف الصعبه التي تمر بها البلاد،
و هذا ليس دفاعآ عن هذه الحكومة و غيرها فهم بشر يخطئون ويصيبون وليسوا ملائكة.. ولكن بكل إنصاف منذ أن تولت حكومة الدكتور مصطفي مدبولي، في 7 يونيو 2018، بعد أن قدم رئيس الوزراء شريف إسماعيل استقالة حكومته في 5 يونيو 2018، عقب تأدية الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية لفترته الرئاسية الثانية في 2 يونيو 2018، ومنذ هذه اللحظه وتعمل حكومة مدبولي في ظروف صعبه، من أهمها تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا القائد البطل الوطني الذي يسابق الزمن لإصلاح ما أفسده الإهمال والتردي علي مدار سنوات مضت، ومطالباته الدائمة لهم بسرعة العمل والانتهاء من المشروعات القومية المهمه التي تحقق طموحات الدولة المصرية الحديثه و طموحات شعب مصر العظيم،
و بالفعل ورغم المشاكل العالمية و الحظ العاسر عملت هذه الحكومة بكل جد وجهد وإتقان في ظروف استثنائية لإتمام تكليفات وطموحات القيادة السياسية والانتهاء من عدد لا بأس به من المشروعات القومية العملاقة التي ساهمت في التصدي للأزمات الإقتصادية المتتابعة التي ضربت العالم أجمع ورغم التحديات وحالة التضخم وعدم الإستقرار
بداية بظهور فيروس كورونا القاتل وانتهاء بالحرب الروسية الأوكرانية، الا ان الحالة في مصر مستقرة بفضل الله و هذا يرجع الي الرؤية الصحيحة وقراءة المشهد السياسي جيدا والعمل الجاد المستمر للقيادة السياسية الوطنية الحكيمة و الدولة المصرية بكافة أجهزتها ومؤسساتها العريقة، وهذا لا يعني أننا ضد التعديل أو التغيير الوزاري بالعكس هناك البعض من أعضاء الحكومة ليسوا علي قدر المسؤولية و تغييرهم حتمي لا محالة.
كما نقترح بتخفيض عدد الوزارات في الحكومة لتقليل النفقات بالغاء البعض ودمج البعض الآخر. وعلي سبيل المثال وزارة المصريين بالخارج والطيران والبيئة، والثقافة يتم دمجها مع الإعلام أو إلغاء الاثنين معا في ظل وجود مجلس اعلي للثقافه و الهيئة الوطنية للإعلام و التربية والتعليم والتعليم العالي دمجهم في وزارة واحدة خاصة مع وجود المجلس الأعلي للجامعات. و إعادة هيكلة الجهاز الاداري وتخفيض عدد البعثات الدبلوماسية ونواب الوزراء والمساعدين والمستشارين وهذه المسميات التي ليس لها ناتج ولا محل من الإعراب الا إرهاق ميزاتية الدولة.
ولكن في النهاية عزيزي المواطن الفيس بوكي والمنظر دون وعي أو فهم. علينا أن نتعلم ثقافة العدل والإنصاف كما ننتقد السلبيات نلقي الضوء علي الإيجابيات. وان نعطي كل ذي حقآ حقه. و نقدم الشكر و التحية لمن ساهم ومن حاول أن يساهم بالجهد أو المال من أجل أمن واستقرار الوطن وسلامة المواطنين، فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله.
وختاما احذر نفسي واياكم المؤامرات علي مصر مستمرة وحرب الشائعات والأكاذيب الفرصه المضللة هي أخطر حروب هذا العصر، ومهما ان اختلفنا في الرأي أو خلافك مع النظام الحاكم. فالخلاف لا يفسد للوطن قضيه، وقوتنا في وحدتنا .. حفظ الله الوطن حفظ الله الجيش وتحيا مصر بوحدتها دائما وأبدا رغم انف الحاقدين و المتربصين اعداء الوطن.