كتب: خالد محمد


خلق الله تعالي الحياة الدنيا وجعلها ايام وشهور كما قال الحق تعالي(إن عدة الشهور عند الله إثني عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم).ومن الاشهر الحرم شهر رمصان،حيث قال الله تعالي(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنََـٰتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَ ٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).ويُعدّ شهر رمضان المبارك أفضل الشهور على الإطلاق، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى هذا الشهر بمزايا عديدة، وجعل الأجور فيه مضاعفة، وقذف حبّه في قلوب العباد، فالمسلمون في كل بقاع الأرض يبتهجون لقدوم هذا الشهر العظيم، ويتهيّأون لاستقباله بشتّى الوسائل والطرق، ويفرحون بالعيش في ظلاله. فصيام رمضان ركنٌ من أركان الإسلام، وهو فرض على المسلمين. ويسمّى شهر رمضان بشهرِ القرآن؛ ففيه أُنزِل على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكان يتدارسه مع جبريل عليه السلام في ليالي رمضان المباركة، ويُطلق عليه أيضًا شهر القيام، لأنّ هذه العبادة تكثُر فيه، فنجد حرصًا كبيرًا من المسلمين على الحفاظ على قيام كلِّ ليلة في رمضان، رجاءَ كسبِ الأجر العظيم، ونجدهم يتسابقون على الإكثار من الطاعات، والإقبال على الله عزّ وجلّ بقلوبٍ مُخبتة، ليُكرمهم الله سبحانه وتعالى بالعتق من النيران، وذلك في كلِّ ليلة من لياليه. وأهم العبادات في شهر رمضان الصلاة على وقتها، والحرص على أدائها جماعةً في المسجد والإكثار من قراءة القرآن الكريم، وتدبّره. تفطير الصائمين، وهي عبادة عظيمة، يؤجر عليها صاحبها بمثل أجر الصائمين لا يُنقَص من أجرهم شيئًا. تقديم الصدقات للفقراء والمساكين، فهم أحوج ما يكونون لذلك في رمضان. قيام الليل، والحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من الشهر. ذكر الله سبحانه وتعالى، والدعاء في كلّ وقتٍ وحين. الإكثار من النوافل، والاقتداء بالرسول صلى الله عله وسلم في ذلك. ونن فضائل شهر رمضان:
(١)مغفرة الذنوب: قال صلى الله عليه وسلم: (مَن صامَ رمضانَ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتِسابًا غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ).

(٢)الاهتداء لتقوى القلوب: غاية الصوم في شهر رمضان التقوى، وهي التي تدفع صاحبها لطاعة الله سبحانه وتعالى، وتُبعده عن المعاصي، فتكون لهم بذلك وقايةً من الذنوب والمعاصي، وسبيلًا لترك الشهوات والمنكرات.
(٣)استشعار مراقبة الله سبحانه وتعالى: الصّوم عبادةٌ لا يعلم صدق العبد فيها إلا الله.
(٤) دخول الجنّة من باب الريّان يوم القيامة: وهو الباب الذي يدخل منه الصائمون. الفوز بالجزاء العظيم: تكفّل الله عزّ وجلّ بهذا الجزاء، حيث قال تعالى: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ لهُ إلا الصيامَ، فإنَّه لي وأنا أُجْزي بهِ).
(٥) نيل الثواب الكبير عند بلوغ ليلة القدر: ليلة القدر أشرف الليالي؛ إذ فضّلها الله سبحانه وتعالى على غيرها، وجعل أجر العبادة فيها عظيمًا يُعادل عبادة ألف شهرٍ ويزيد، قال تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ).
(٦) استجابة الدعاء بإذن الله سبحانه وتعالى: رمضان من الأوقات الفاضلة التي ينبغي على المسلم أن يستثمرها، ويكثر فيها من الدعاء.

Loading