بقلم: أشرف هوازل

أن بطن إنسان يتجاوز مقدار شبر فكيـف لو رأيت معـدة الإنسان الحاضر ابن القرن الواحد والعشرين ، تضخمت وكبرت حتي وسعت الأرض وتجاوزت حتي أصبحت لا يملؤها إلا التراب .
نعم تضخمت معــدة الحرص في الإنسان حتي صارت لا يشبعها مقدار من المال .
وتُولد في الناس غليل لا يُرْوى وأُوارٌ لا يُشفي .
وأصبح كل واحد يحمل في قلبه جهنم .
لا تزال تبتلع وتستزيد .
ولا تزال تنادي .
هــل مـن مـزيـد ؟
هـل مـن مـزيـد ؟
تسلط علي الناس أفــراداً وأمـمـاً ـ
شيطـان الجشع والحرص فـكأن بهم مساً من الجنون .
وأصبح الإنسان نهما يلتهم الدنيا التهاماً .
ويستنزف موارده حلالاً وحرامـاً .
ثم لا يري أنه قضي لبانته وشفي نفسه .
والعهدة في ذلك علي وضع الحياة الحاضرة وطبيعتها وكونها مادية صرفة لا تؤمن بالآخرة .
وخليق بمن لا يعتـد إلا بحياته الدنيا .
ولا يري وراءها عالما آخر وحياة ثانية .
أن تكون هذه الحياة بضاعته ورأس ماله وأكبر همه وغاية رغبته ومبلغ علمه .
وأن لا يؤخر من حظوظها وطيباتها ولذائذها شيئاً .
وأن لا يضيع فرصة من فرصها ، ولأي عالم يدخر وهو لا يؤمن بعالم وراء هذا العالم ، ولا بحيـاة بعـد هـذه الحيــاة .
(وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) سورة البقرة 188

Loading