متابعة _ عبدالرحمن شاهين

عبادة الهوى، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن الفرق بين العبادة في الإسلام وفي الهندوكية، هو الكتاب والسنة، موضحًا أن عبادة الله على هوى المرء يُعد نزعة إبليسية.

الفرق بين عبادة المسلمين والهنودك

وعن عبادة الهوى، قال الدكتور علي جمعة إن إبليس عنده هوى فاتخذ إلهه هواه، فالقضية ليست كثرة الطرق الموصلة إلى الله، حيث وصفها بأنها رحمة، لكن القضية قضية الهوى. 
وقال الدكتور علي جمعة عن عبادة الهوى: “كُلُّ الطرق تُوَصِّلُ إلى الله عندما تكون مقيدة بالكتاب والسُنَّة، فإن انحرفت فبقدر انحرافها عن الكتاب والسُنَّة تنحرف عن الوصولِ إلى الله. ولذلك يقول الْجُنِيد رحمه الله: طريقُنَا هذا مُقَيَّدٌ بالكتاب والسنة.”
وحدد علي جمعة الفرق بين العبادة في الإسلام وفي الهندوكية، وعلاقتها بعبادة الهوى، فقال: “فما الفرق بين عُبَّاد المسلمين وعباد الهندوك، فالكل يقوم بعبادة؟! الفرق هو الكتاب والسُنَّة. فلو أردت أن تعبُدَ الله على هواك فهى نزعة إبليسية، كما قال إبليس- لعنه الله- سوف أسجد لك أنت فقط- مخاطبا المولى عز وجل – ولا أسجد لآدم.”

محاولة توبة إبليس على يد النبي موسى

واستعان علي جمعة بقصة في الأثر عن محاولة توبة الشيطان، الذي اتخذ عبادة الهوى طريقًا له، فقال: “يروى فى الأثر أن إبليس جاء موسى عليه السلام فقال له: يا موسى أنا أريد أن أتوب فهل لك أن تسأل الله أن يتوب علىّ؟ وهو كذاب”
وتابع الدكتور علي جمعة حكاية إبليس فقال: “لكن سيدنا موسى لأنه نبى من أولى العزم قام بدعاء ربنا وقال له: يا رب إن إبليس مخلوق وهو يريد أن يتوب، فجاء رد المولى أن قبر آدم فى مكان كذا فليسجد إليه، فقال سيدنا موسى لإبليس اذهب للسجود فى مكان كذا – لقبر آدم – وسوف يتوب الله عليك. فجاء رد إبليس مستنكرًا رافضًا: إذا كنت لم أسجد له حيًّا أفأسجد له ميتًا ! هذا هو إبليس.”

القضية ليست كثرة الطرق الموصلة إلى الله

واستطرد علي جمعة قائلًا: “إذن فالأمر ليس تلبيس الطُّرُق عليك وإنما الهوى؛ فإبليس عنده هوى فاتخذ إلهه هواه، فالقضية ليست كثرة الطرق الموصلة إلى الله.. إنها رحمة، ولكن القضية هى قضية هواك.”
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه عن عبادة الهوى محذرًا من عبادة الهوى فقال: “فاحذر من اتباع هواك إلا أن يكون تبعًا لما جاء به المصطفى صلى الله عليه وآله سلم كما ورد فى الحديث (لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) أى تتحول إلى عبدًا نبويًا محمديًا.. تحب ما أحب، وتكره ما يكره. وهذا عندما تخلط السنة بعظمك وعصبك.”

اتباع الهوى محرم وعبادته كفر

ويذكر العلماء في فتاويهم جاء أن الهوى هو ما يهواه الشخص ويتمناه ويحبه ويميل إليه من الخير أو الشر، وعلى ذلك فاتباع الهوى مجالاته كثيرة، فمنها اتباع الشخص ما يتمناه من الأمور المباحة، ومنها اتباع الهوى في فعل محرم أو التكاسل عن فعل واجب
ومنها اتباع الهوى في عبادة غير الله، وعدم الإيمان برسالة رسول الله،  صلى الله عليه وسلم، ووصف العلماء عبادة الهوى بالكفر، مؤكدين أنه ورد في هذا المعنى آيات كثيرة في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: “أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا”، وقوله تعالى: “أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ”، وقوله تعالى: “فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ” فالهوى جاء مذمومًا في القرآن. 

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني