بقلم: شاكر محمد المدهون

يحملني الصمت الى مدن
بها ليل ساطع في عتمته
بها آبار من الظلم تحت
الماء براكين تغلي
بها قوافل العشق مقيدة
يحبسها الهوان
ويحرسها القهر
مدن يأكلها صمتها
يبست أحلامها يسكنها
اعفن عصافيرها
تأكل بعضها من
شدة الندم مدن
بها أوراق صفر خاوية
من حبر صادق
بها تماثيل السعادة
تشتكي مدة الليل
وقلة الزاد على
ابواب المدن يقف
حراسها العمي
يحرسهم الوهم
يحملني الصمت الى
صحراء فاض طينها مطر
بها ورود ذابلات
تنتظر صحوة الفجر
يمزق الليل ويسقي نورها
صحراء عاشقة
احلامها عاشت
سنين من القهر
يحملني الصمت الى
ريح هوجاء قادمة
تمزق اسرها تحمل غيوم
الدم حالمة بنسمة ضوء
يقتل العفن صراخ بارد
ليل صامت عيون تغلي
يسكنها العدم
سألت الصمت قبل الوداع
ما قالته الريح عني؟
سألته عن صحراء تبكي
عن موج كأنه عظمي
سألته عن آبار دم تغلي
بطونها في جوفها كفني
سألته عن هذا الذي
يحرس قهرنا من الألم
صرخ الصمت شاكيا
هذه مدننا تعوي بليل

ويسكرها الوهم

شاكر محمد المدهون

Loading