كتب دميتري روديونوف، في “سفوبودنايا بريسا”

وجاء في المقال: قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو تقترح بدء مفاوضات جوهرية للحصول على ضمانات قانونية بعدم توسع الناتو.

ولكن، في رأي الخبير العسكري السياسي ميخائيل الكسندروف، “مثل هذه المفاوضات كان يجب أن تبدأ قبل توحيد ألمانيا وإلغاء حلف وارسو”. فحينها كانت قواتنا موجودة في وسط أوروبا، وكان الغرب مضطرا لأن يحسب حسابنا. والضمانات الأمنية ليست مسألة شكلية تتعلق بعدم توسيع الناتو، بل ينبغي ضمان عدم نشر قوات الناتو وأنظمته الضربة في فضاء ما بعد الاتحاد السوفيتي.

لنفترض أننا أجرينا مثل هذه المفاوضات. فما قيمة الضمانات، حتى لو تمت صياغتها بشكل قانوني؟ كان بين هتلر وستالين اتفاق رسمي تماما. فماذا جرى؟

التشبيه بميثاق مولوتوف- ريبنتروب صحيح جدا. فحينها اعتقدت القيادة السوفيتية أنها حصلت على ضمانات أمنية حقيقية، وبنت سياستها على هذا الأساس. وبالنسبة لهتلر، كانت هذه الاتفاقية مجرد كلام على ورق، ألقى به في سلة المهملات بمجرد أن باتت ألمانيا مستعدة لبدء حرب مع الاتحاد السوفيتي.

وهذا يشير إلى أن مثل هذه الاتفاقات مع الغرب، بل وحتى المفاوضات بحد ذاتها حول مثل هذه الموضوعات مهمة ضارة، لأنها تؤدي إلى خداع قيادة البلاد، وإرباك الشعب، الذي بدلاً من الاستعداد للحرب ينصرف للعيش في حالة استرخاء مع شعور بالأمان التام. تقريبا، هذا ما شعرنا به في التسعينيات، عندما دمرنا جيشنا وصناعتنا الدفاعية، حتى جاء قصف يوغوسلافيا، فرأينا الناتو “بالفعل” وبدأنا نقلق بشأن أمننا.

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز