متابعة _ عبدالرحمن شاهين

رحلت عن عالمنا صباح اليوم الأحد، الفنانة والمطربة المصرية شريفة فاضل، عن عمر ناهز الـ85 عاما بعد صراع مع المرض، وأعلن الخبر ابن شقيقها طارق ندا على صفحته بـ”فيسبوك”: “توفيت إلى رحمة الله تعالى عمتي أم البطل الفنانة المرحومة شريفة فاضل.. صلاة الجنازة في مسجد السيدة نفيسة بعد صلاة العصر والدفن في مقابر العائلة”.

غير متفق تحديدا على تاريخ ميلادها، هناك بعض المصادر تشير إلى عام 1938 وأخرى إلى أواخر الثلاثينيات دون الإشارة لتاريخ محدد، حيث ولدت في القاهرة في الثلاثينيات باسم فوقية محمود أحمد ندا، وكان لوالدتها دور في دعمها فنيا في ظل معارضة والدها، والتحقت شريفة بمعهد التمثيل في بداية إنشائه لكنها لم تكمل دراستها فيه، وتدربت على أيدي أساتذة الإنشاد الديني والموسيقى.

شريفة فاضل حفيدة المقرئ أحمد ندا، أحد المقرئين المصريين المعروفين في القرن العشرين “1852 – 1932″، وكان أبوه مؤذن جامع السيدة زينب، وعلى الرغم من عدم وجود تراث كافِ من التسجيلات له إلا أن الشهادات على وجوده وأنه من جيل المقرئين الرواد والمؤثرين تشير إلى أهميته القصوى، ويشار إلى أن الشيخ زكريا أحمد الملحن، الذي تعرف على أم كلثوم وأتى بها للقاهرة، حرص على أن يجمع بينها وبين الشيخ أحمد ندا لقاء.

وقد عرف الشيخ أحمد ما أوتي من قوة في الصوت لعلنا لم نسمع مثلها إلا قليلا، ولم يكن صوت الشيخ ندا حلوًا بالمعنى الذي يُدْرَك من أصوات مثل المرحومين الشيخ يوسف المنيلاوي وعبدالحي أفندي حلمي، ولا مثل صوت الآنسة أم كلثوم وصالح أفندي عبدالحي، ولكن له جمالًا من نوع خاص، فلقد كان قويًّا شديد القوة، يرتفع إلى ما تتقطع دونه علائق غيره من الأصوات، وكان مع هذا عريضًا بعيد العرض، حتى إذا جلجل وانصقل، صار أشبه في وضوحه وبُعْد عرْضه بصفحة الأفق ساعةَ ينصدع عمود الصباح، بحسب ما جاء في كتاب “المختار” لعبدالعزيز البشري.

ظهرت شريفة فاضل لأول مرة على الشاشة في فيلم الأب عام 1947، وعملت لفترة قصيرة بالإذاعة مع الإعلامي الشهير بابا شارو، وتزوجت من الفنان السيد بدير الذي أخرج لها فيلما، وتعاونت مع أسماء مهمة من الملحنين مثل محمد الموجي، والذي قدم لها أولى أغنياتها “أمانة ما تسهرني يا بكره”.

كما تعاونت مع الملحن والمغني المتفرد منير مراد الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني الناجحة مثل “حارة السقايين، وفلاح والليل، وآه من الصبر”، وآخرون أمثال رياض السنباطي وبليغ حمدي وسيد مكاوي ومحمود الشريف.

وتكتسب حارة السقايين شهرة كبيرة، كما أعاد المطرب محمد منير تقديمها، ومن أنجح أغانيها الأخرى التي قدمتها في السبعينات، وخلال حرب الاستنزاف توفي ابنها سيد السيد بدير في الحرب، وغنت أغنية “أم البطل”، وقد أسست مسرح منوعات شهيرا في شارع الهرم.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني