بقلم/ رانده صادق

كلما ازدت علما زاد جهلك فالعلم بحر واسع لن ينفد باخذك بعض
منه او نهرا فينقص بشربك منه وان كنت عالم ببعض الامور فلا تتفاخر فليس هذا معناه انك تعلم كل شئ فانت عالم في شئ وغيرك عالم في شئ اخر فالطبيب مثلا لايعلم فنون الهندسة او الاستثمار وهكذا التاجر او المحامي او القاضي لا يعلم فنون الطب او الهندسة
هناك ضابط واخر محامي وهذا طبيب وهذا مهندس وهذه طبيبة نفسية او معلمة او محاسبة.
معلوماتك او ثقافتك في شيئ لا يجعلك مغرور او مختال بما تعلم ان الله لا يحب كل مختال فخور
فاذا كنت في موقف ما وتحدثت الي أناس  في امر اوخبرة لا تعلمها فلا تخجل ان تسال فهذا يزيد من معرفتك وثقافتك ولا يقلل من شانك مثل علماء الرياضيات او العلوم او الكلام فمثلا اذا كنت ضليعا في لغة فليس معني هذا اانك ضليع في باقي اللغات وليس هذا مدعاتا للتفاخر فالاديب الكبير  عباس محمود  العقاد لم يكمل دراسته الثانويه ولا يعلم من اللغات الا اللغة العربية ببحرها الواسع وكانت كتاباته اكثر من رائعة وشخصية عظيمة ومؤثر علي المدي الطويل وحقبة ليست بقليلة من الزمن فكانت مؤلفاته ومفردات الكلمات  انيقة ومميزة لا تشبه احدا من المؤلفين الاخرين ولا يستطيع احدا ان يقارن نفسه بالعقاد ومؤلفاته كسلسلة العبقريات وغيرها.
من هنا نجد ان المعرفة جزئية وليست كليه وكلما زاد الانسان علما زاد جهلا وان علوم الكون كلها في يدي الله العظيم كحلقة في فلاه فلا تتفاخر بعلمك في شئ لان هناك غيرك الذي يعرف اكثر من شئ وهناك من يعلم الف شئ وليس شرطا ان يعلم ما تعلمه انت ومن لا يعلم ما تعلمه انت تحكم عليه بالجهل دعني اقول لك بكل صدق ان هذا هو الجهل بام عينه زد من تقديرك لعقول الاخرين واحترامك لعلمهم وثقافتهم مهما كانت فانهم يعلمون ما لاتعلمه واذا كان هناك من يجب ان نفتخر به فعندنا منهم الكثير الدكتور مجدي يعقوب.الدكتور احمد زويل الكاتب الكبير نجيب محفوظ العالم مصطفي مشرفة الكاتب الكبير عباس العقاد والدكتور مصطفي محمود وعالمة الذرة في الفزياء النووية سميرة موسي والكاتب الكبير توفيق الحكيم ويوسف السباعي وزكي نجيب محمود وغيرهم الكثير ممن رفعوا راية العلم والثقافة ويذكرهم التاريخ الي الآن بالذكر العطر المعطار.
والآن يجب ان تسأل نفسك هل سيذكرني التاريخ يوما كهؤلاء العظماء ؟ ام انني سوف اكون في طي النسيان نسيا منسا؟

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز