يا أكرم الخلق أدركني
بقلم مصطفى سبته
وقفت بالباب أرجو كشف ضائقتي
يا أكرم الخلق أدركني وخذ بيدي
في القلب والجسم آلام تعاودني
إذا نظرت إليها اليوم لم تعـــــدِ
أأشتكي الضيق والحرمان في بلد
فيها غياث البرايا منحـة الصمـدِ
فيها الحبيب الذي تُرجى شفاعته
ويستجار به في أعظم الشِـــــددِ
يا آخذاً بيد الملهوف هاك يدي
مبسوطة لسؤال العطف والمـددِ
من أين لي مورد أشفي به ظمئي
إن كنت في بحرك المـورود لم أردِ
وأين أحظى بعطف شامل ورضا
إن كنت عندك هذا العطف لم أجـدِ
فانظر إليَّ بعين العطف وارع حشاً
باقٍ على العهد لم ينكث ولم يَحِـدِ
قـلبي بحبُّـك يا مُـحمّـد قـد نَشَا
وهواك يسري في الفؤادوفي الحَشَا
ياسَعـد مَن صلَّى عليك عـلى المدى
ياخير مَـن وَطِـأالتَّـراب ومَن مَشَـى
يا مَـن أزلتَ عَنِ القُـلـوب حِجَابَـهـا
يا مَـن هَـواهُ بمهجتـي قـد عَـشْعشَا
فــاضَ الحَـنيـنُ إليـكَ زاد تَـشوقِـي
والـقـلـبُ مُـشـتـاقٌ إلـيـك تـعـطّـشَـا
وراع صحبي وأحبابي ومَن طمعوا
في نيل عطفك من أهلي ومن ولدي
دامت عليك صلاة الله عاطـــرة
ودام ذكرك موصـولاً إلى الأبـــدِ
هـذا القَـريبُ بِحَضـرةٍ قُـدسيَّـةٍ
نـورٌ دنـا كالسـيـفِ والأغـمَـادِ
الأبطحـيُّ الهـاشميُّ المُـرتَجـى
عِنـدَ الكـروبِ وَرَهبـةُ الإيـرادِ
نَـاهٍ رَقـيـبٌ واعـــظٌ متحِـنـنٌ
وَهْو الرؤوفُ سَمـا عَنِ الأحقـادِ
هـو أولٌ متـوسـطٌ هـو آخِـرٌ
داعٍ جَـــوَادٌ قِــبـلَــةُ الأجــوَادِ
مَنْ غيُرهُ العَرَبيُّ شـيَّـدَ مَجْدَهُم
وَهْـوَ المُعلَّـى في ذُرى الأَطــوَادِ
مُـدثِّـرٌ مُـزَمِّـلٌ عَـيـنُ الـرِضـى
سِـرُ السُـعُـودِ وبَهْجَـةُ الأعَيـادِ
هو شَاكِرٌ هُو مُحْسِنٌ هُوَ مُشْفِـقٌ
أمـنٌ لِـكُـلِ مُـروِّحٍ أو غَـادي
هـذا خَـليـلُ اللهِ تـاجُ جَـلالِـهِ
بَصَـرُ العُيـونِ بَصيـرَةُ الـزُهّـادِ
القائِمُ المَهـدِيُّ شَمْـسُ كـمـالِـهِ
قَـمَــرٌ بَـهــيُّ الـهَــدي لـلآبـــادِ
هذا الحريصُ عليكموا ومُصَـدِّقٌ
هذا الرَحيمُ بِحكم يُومِ مَـعَـادِ
من غيرهُ المذكـورُ فـتَّـاحُ الهـدى
ضَـوعُ الجِـنـانِ جَمالُها المُتَمـادي
هـذا الإمـامُ مُـقَـدَّمٌ في قُـربِـهِ
هـذا الحَبيـبُ ونـبـضُ كـلِّ فُــؤادِ
مَا ضَـلَّ بِالخَبَـرِ اليَقِينِ وَمَـا غَـوَى
أَبَـدَاً وَلَمْ يَنْطِقْ حَدِيثَاً عَـن هَــوَى
بَلْ جَاءَ بِالغَيْثِ الكَرِيمِ فَلَمْ يَـذَر
شِبرَاً عَلَى وَجهِ البَسِيطَةِ مَا ارتَوَى
صَلُّوا بِلَا شُحٍِّ عَلَيْهِ وَ سَلِّمُـوا
مَا لَاحَ نَجمٌ فِي السَّمَاءِ وَمَا ضَـوَى
إذا تخيّــلَ قلــبٌ وجـــهَ صـاحـبـهِ
فـالشّـوقُ يخنـقُ شـرياناً وفَـارَ دَمُ
حتَّى يُغيـثَ مُحـبَّــاً نــورُ حضرتِـه
ويبـردَ القـلْــبُ كالأطفــالِ يبتــسمُ
أيــنَ الحبيــبُ فإنّا كـمْ نغـصُّ لهُ
بين الـورى ليس نَبـعُ الدّمـعِ ينكتمُ
إذا شـربـنـا تــذكَّــرْنَــا شمــائـلَــهُ
والرُّوحُ كانتْ بسيفِ الوجـدِ تنهـزمُ
نـارُ الغــرامِ تضــمُّ العَـبــدَ تصـهــرُه
حتّـى يكــونَ كـنَـجـمٍ نــورُه عَـلَــمُ
إنّــا كـمَـا جــبـلٌ يهتــزُّ مِــن طــربٍ
لكـنْ لـديـنا حميــمُ الفـقــدِ يَحتـدِمُ
قل هـل تغيبُ عن المختـارِ خاطـرةٌ
بـلِ استـوتْ عنـدهُ الأفكـارُ والكَـلِـمُ
صلّواعلى مصطفى المولى وناظرِنا
ومَـن لـهُ الشّأنُ بين الخَلـقِ والقِـدَمُ
لـيـتَ العـيـونَ جمـالَه تـتـأمَّـلُ
فالقلبُ طـولَ الهَـجـرِ لا يتحمّـلُ
مَهمـا وصفـنـا بالجـمـالِ نـبـيَّـنـا
يبـقى الجـمـالُ بِـوَصفِـهِ يتجمَّـلُ
قد حـارَ قلبيَ في بهـاءِ رياضِهِ
والـروحُ فـي عـتـبـاتِهِ تَــتَـذَلَّـلُ
لو عِشتُ عُمريَ في المدينة خادمًا
لا يكـتفـي قـلبـي ولا يتمـلَّـل
لا أعشـق الشِـعـر إلا حين أذكـركـم
يا سيـدَ النـاسِ فيكَ اليـوم إِبداعي
وعنـد ذكـركَ يا مختـارُ يطـربُني
كلُّ القصيـدِ تُـزِيـل الـيوم أوجـاعِي
مَن ذا يـلـوم فــؤادي في صَبـابـتِـه
الحـبُ فـيـكَ عِـبـاداتٌ بإجـمــاعِ
صلى الإلهُ على المعصومِ ما نَظَمت
كـلُّ الخـلائـقِ أوزانـاً بإمـتــــــاعِ
يا حنينـاً قد جاوز الحـد مـداهْ
لـِ حـبيبـاً زاد شـوقـي لـِ رؤيـاهْ
يا شعـاعـاً عــمّ الـكـون ضـيـاه
يا شفـيـعـي يـابـن عـبـد الله
صَلُّوا عَلىٰ المَبعُوثِ فِينَا رَحْمَةً
وأكثـروا الصلـوات لعلّنـا نلقـاهْ.
يا أكرم الخلق أدركني
بقلم مصطفى سبته
وقفت بالباب أرجو كشف ضائقتي
يا أكرم الخلق أدركني وخذ بيدي