كتب _ عبدالرحمن شاهين

رأى الباحث الكبير في مشروع فيلوس فرهاد رضائي وطالب الماستر في العلوم السياسية بجامعة تورونتو سيافاش غلامي أن من الصعب التنبوء بمسار الثورات.

ليس من قبيل الصدفة أن إيران كانت تشتري أنظمة مراقبة عامة من الصين طيلة سنوات.و قدم الكاتبان في مؤسسة “ناشونال إنترست” ملاحظات عن تطور الاحتجاجات في إيران عقب مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق.

وقالا، أولاً، إن الاضطراب الواسع فريد، حيث دعمت كل المحافظات والمجموعات الإثنية الاحتجاجات، و”إيران العالمية” هذه، وهي مجموعات من هويات إثنية متنوعة تفصلها الجغرافيا “مع بعضها إلى حد كبير في المشاعر، في الهواجس، وفي الأحلام”، كما كتب الأكاديمي الأمريكي الإيراني آصف بيات.

مثلث برمودا
ثانياً، كانت الاضطرابات مدفوعة بأسباب اقتصادية قوية أسست مثلث برمودا افتراضياً للنظام المحاصر. فبعد سنوات من العقوبات، والإنفاق الباهظ على وكلائه في ما يسمى بـ”محور المقاومة” وسوء الإدارة والفساد الهائلين، أصبح الاقتصاد في وضع يرثى له. وسط التظاهرات، تدنى الريال الإيراني إلى مستوى قياسي وقفزت أسعار الغذاء بأكثر من 82%.

https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=20fourmedia&dnt=false&embedId=twitter-widget-0&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOlsibGlua3RyLmVlIiwidHIuZWUiLCJ0ZXJyYS5jb20uYnIiLCJ3d3cubGlua3RyLmVlIiwid3d3LnRyLmVlIiwid3d3LnRlcnJhLmNvbS5iciJdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2hvcml6b25fdGltZWxpbmVfMTIwMzQiOnsiYnVja2V0IjoidHJlYXRtZW50IiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd190d2VldF9lZGl0X2JhY2tlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3JlZnNyY19zZXNzaW9uIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19jaGluX3BpbGxzXzE0NzQxIjp7ImJ1Y2tldCI6ImNvbG9yX2ljb25zIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd190d2VldF9yZXN1bHRfbWlncmF0aW9uXzEzOTc5Ijp7ImJ1Y2tldCI6InR3ZWV0X3Jlc3VsdCIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0Zndfc2Vuc2l0aXZlX21lZGlhX2ludGVyc3RpdGlhbF8xMzk2MyI6eyJidWNrZXQiOiJpbnRlcnN0aXRpYWwiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2V4cGVyaW1lbnRzX2Nvb2tpZV9leHBpcmF0aW9uIjp7ImJ1Y2tldCI6MTIwOTYwMCwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19kdXBsaWNhdGVfc2NyaWJlc190b19zZXR0aW5ncyI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdmlkZW9faGxzX2R5bmFtaWNfbWFuaWZlc3RzXzE1MDgyIjp7ImJ1Y2tldCI6InRydWVfYml0cmF0ZSIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0Zndfc2hvd19ibHVlX3ZlcmlmaWVkX2JhZGdlIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd190d2VldF9lZGl0X2Zyb250ZW5kIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH19&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1590465848187260934&lang=ar&origin=https%3A%2F%2F24.ae%2Farticle%2F729864%2F36%2F%25D9%2587%25D9%2584-%25D8%25A7%25D9%2582%25D8%25AA%25D8%25B1%25D8%25A8%25D8%25AA-%25D9%2586%25D9%2587%25D8%25A7%25D9%258A%25D8%25A9-%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25B8%25D8%25A7%25D9%2585-%25D9%2581%25D9%258A-%25D8%25A5%25D9%258A%25D8%25B1%25D8%25A7%25D9%2586-&sessionId=4ba30e9044bad60b0b08b3b1a16f0a6e364ab381&siteScreenName=20fourmedia&theme=light&widgetsVersion=a3525f077c700%3A1667415560940&width=550px
أضرب عمال في صناعات أساسية، بما فيها الغاز والنفط والصلب والغذاءعن العم. واحتج المتقاعدون لأن معاشاتهم عاجزة عن مجاراة التضخم الجامح والزيادة الهائلة في أسعار السلع الغذائية.

وأدت فضائح اختلاس حديثة ن بعض الصناديق إلى زيادة الفوضى وجذبت المزيد من المحتجين إلى الشوارع.

الموازين قد تنقلب
ثالثاً، إذا نمت حركة الإضراب الوليدة، فمن المرجح أن تقلب الموازين ضد النظام، ففي 1978، استطاع إضراب عام شمل تجار البازار الأقوياء أن يحد من خيارات الشاه. وقال مراقبون إن الإضراب العام غير مطروح لأن العمال لا يظهرون اليوم شكل الوحدة التي سادت في 1978.

ويعتقد الباحثان أن هذا الاستنتاج قد يكون سابقاً لأوانه بما أن الاتحاد الحر للعمال الإيرانيين يصبح سريعاً قوة كبيرة في الاحتجاجات.

والاتحاد الحر للعمال الإيرانيين، جزء من منظمة فرونت لاين ديفندرز التي تجمع مناصرة الحقوق المدنية مع حماية العمال. وتأثير الاتحاد الحر كبير بالفعل.

وهدد مجلس تنظيم احتجاجات عمال عقود النفط بالإضراب. وأعلن تجار البازار الذين كانوا يوماً ناخبين يثق فيهم رجال الدين أنهم سيغلقون أعمالهم بسبب تراجع الريال.

أدوات القمع
وأشار الكاتبان إلى أن النظام لا يزال يملك أدوات قوية لإخضاع القوى الثورية. وكما في الماضي، يبقى استخدام القوة الغاشمة خط الدفاع الأول.

أنشأت قوات إنفاذ القانون التي تعد جزءاً من وزارة الداخلية وحدات خاصة للسيطرة على الحشود وقمعها معروفة باسم الوحدات الخاصة للشرطة الإيرانية.

تستخدم هذه الوحدات الحاضرة في جميع المحافظات والبلدات الكبرى الذخيرة الحية لإخضاع المحتجين.

فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على رئيس هذه الوحدات العميد حسن كرامي، لدوره في القمع العنيف لتظاهرات سابقة. وتورط الباسيج الوحشي، وهي فرقة من الحرس الثوري، في قمع الاحتجاجات. ونشر وكلاء من تنظيمات مثل حزب الله، والحشد الشعبي.

ثلاث أجهزة توحد جهودها
تتمتع السلطات أيضاً حسب رضائي وغلامي، بطائفة واسعة من الاستخبارات وأجهزة الرقابة. جمعت وزارة الاستخبارات والأمن، ووحدة الاستخبارات المرعبة في الحرس الثوري، والوحدة السيبيرانية في قوات إنفاذ القانون، جهودها لتعقب واعتقال المحتجين وقادتهم.

وليس من قبيل الصدفة أن إيران كانت تشتري أنظمة مراقبة عامة من الصين طيلة سنوات. وإلى غاية اليوم، نصبت منصات صينية بما فيها 19 مليون كاميرا في 28 محافظة إيرانية مع تركيز بشكل خاص على المدن.

وتدخل النظام القضائي المحافظ فأعلن محاكمة أكثر من ألف محتج في ما يمكن أن يشكل إعادة للمحاكمات الصورية في الأيام الأولى للثورة.

 تقديم تنازلات؟
لفت الكاتبان إلى أن النظام حاول في الماضي مزج القوة الغاشمة بالتنازلات المادية. على سبيل المثال، خلال أعمال الشغب التي اندلعت إثر رفع أسعار الوقود في 2018، سمحت الحكومة بدعم ستين لتراً من الوقود لفئة واسعة من السائقين.

وفي 2019، حين انتشرت تظاهرات بسبب ارتفاع أسعار السلع الغذائية، دعمت الحكومة حصصاً غذائية مجانية. لكن الوضع اليوم مختلف جداً.

فمن جهة، لا يستطيع النظام تقديم تسوية لمطلب الجوهري للمتظاهرين، أن يكون الحجاب اختيارياً لا إلزامياً.

وباعتباره رئيساً للمجلس الأعلى للثورة الثقافية، أجبر الرئيس ابراهيم رئيسي، المجلس على إنفاذ قانون الحجاب والعفة بالقوة. والمرشد الأعلى مصر بالمقدار نفسه على التمسك بالحجاب ركيزة للإيمان، وكذلك القضاء.

ومن جهة ثانية، لا تستطيع الحكومة تحسين الوضع الاقتصادي دون اتفاق نفطي جديد وهو ما لا يرجح بالنظر إلى تصميم طهران على مواصلة المشروع النووي. ولا يرجح أيضاً أن يقلص النظام دعمه لوكلائه، وهي نقطة مؤلمة أخرى للمحتجين الذين يهتفون: “لا غزة، لا لبنان، أضحي بنفسي من أجل إيران”.

انتصار النظام؟
دون تسوية، سيكون على الثيوقراطية أن تعتمد على العنف والوحشية المتزايدين. وشدد رضائي وغلامي على أنه حتى لو تمكن الملالي ومنفذو أوامرهم في الحرس الثوري من السيادة في هذه اللحظة، فإن “التاريخ يعلمنا أن القوة وحدها لا تستطيع ضمان النجاة، ناهيك عن الشرعية”.

Loading

By عبد الرحمن شاهين

مدير الموقع الإلكتروني لجريدة الأوسط العالمية نيوز مقدم برنامج اِلإشارة خضراء على راديو عبش حياتك المنسق الإعلامي للتعليم الفني