بقلم _ رانده صادق
يمكننا أن نعرف الشخص السادي، بأنه من يستمتع بإيذاء الآخرين أو إذلالهم، ويشعر ، أكثر من أي شخص آخر ، بما يحسون به من آلام جراء ذلك.
ومع أنه يُربط في الخيال الشعبي بين من يتصفون بالسادية ومن يمارسون التعذيب ويرتكبون جرائم القتل، فإن هناك نمطا أقل تطرفا من السادية، يشيع على نحو أكبر، ويُطلق عليه اسم “السادية التي تُمارس بشكل يومي دون انقطاع “
ويستمتع من يمارسون “السادية بشكل يومي” بإيذاء الآخرين، أو مشاهدتهم وهم يعانون من الآم التعذيب . ومن هذا المنطلق، من المرجح أن يشعر هؤلاء بالمتعة لمشاهدة الأفلام الدموية والمرعبة ، وأن يجدوا المعارك والمشاجرات مثيرة للتشويق ، وأن يعتبروا التعذيب ممتعا ومشوقا .
ورغم ندرة عدد أولئك الأشخاص، فإنهم ليسوا قليلي العدد بما يكفي، فقرابة ستة في المئة من الطلاب الجامعيين، يقرون باستمتاعهم بإيذاء الآخرين.
وقد تجد من يمارسون هذه “السادية اليومية”، في صورة المتصيدين عبر شبكة الإنترنت، أو المتنمرين بزملائهم في المدرسة. أما في الألعاب التي تُمارس على شبكة الإنترنت، ويتقمص المشاركون فيها أدوارا معينة، فستجد أن هؤلاء الأشخاص يصبحون على الأغلب، هم من يتحرشون عمدا باللاعبين الآخرين، ويسعون إلى استفزازهم لإفساد متعتهم. كما ينجذب أولئك الأشخاص إلى الألعاب الإلكترونية العنيفة، ويصبحون ساديين بشكل أكبر كلما مارسوها.
، ويصبحون ساديين بشكل أكبر كلما مارسوها.
أما إذا انتقلنا إلى المضطربين نفسيا، أو من يُعرفون بـ “السايكوباتيين”، فسنجد أنهم لا يؤذون الأشخاص الآخرين المسالمين لمجرد استمتاعهم بذلك، رغم أن ذلك يشكل سببا محتملا، ولكن لأنهم يريدون تحقيق هدف ما، من وراء تصرفات من هذا القبيل.
ويتسنى لهؤلاء “السايكوباتيين” التصرف على هذه الشاكلة، لأنهم أقل عرضة للإحساس بمشاعر مثل الخوف أو الندم أو الشفقة. ومع أن بمقدور أولئك الأشخاص، تحديد مدى الألم الذي يكابده الآخرون بسبب تصرفاتهم، فإن ذلك لا يؤدي إلى تأثرهم بهذه المعاناة بأي شكل من الأشكال، ما يعني أنهم “يتمتعون” بـ “مجموعة خطرة من المهارات”.
وعلى مدى القرون الماضية، روضت البشرية نفسها، ما جعل من العسير على الكثير من بنيها إلحاق الضرر والأذى بأقرانهم. فالكثيرون ممن قد يُقْدِمون على إيذاء شخص آخر أو تعذيبه أو قتله، سيظلون فريسة لملاحقة هذه التجربة لهم، في المستقبل. لكن لا شك في أن معاناة شخص ما من الاضطراب النفسي، تشكل مؤشرا قويا، على إمكانية أن يمارس العنف دون مبرر أو استفزاز ضد الآخرين.
وبطبيعة الحال، يحتاج المرء منّا لمعرفة ما إذا كان يتعامل مع شخص من هذه الفئة أم لا. وقد يتسنى لنا تحديد ذلك بقدر عالٍ من الدقة، بمجرد النظر في وجه من نحادثه، أو من خلال التفاعل معه لفترة وجيزة. لسوء حظنا، يدرك “المضطربون نفسيا” أننا قادرون على ذلك، ما يجعلهم يحاولون المقاومة والمراوغة، من خلال السعي بجد، لكي يبدوا بمظهر جيد، وأن يتركوا انطباعا أول إيجابيا عنهم لدينا.