كتب : د. أودي جمال

سؤال تطرحه أذهان المثقفين وعموم الناس .. هل تغيرت قواعد اللعبة ؟أم أنها الآن تتغير؟ والواقع أن السؤال الثاني هو الأقرب للدقة فما نشهده اليوم من الأحداث التي أقل ما توصف به أنها أحداث عدوانيه ناتجة عن فكر صهيوني هو ما يدفعنا أن نتسائل مُلحين في الإجابة.
ولكن .. أية لعبة التي نقصدها ؟ إنها لعبة السياسة .. تلك اللعبة المشتركة التي تلعبها الفرق السياسية من مختلف بلدان العالم (عربي وغربي) .. اللعبة التي لا تحكمها قواعد ولا قوانين ثابته ، اللعبة التي تجري وفق مبدأ واحد هو المصلحة .. مصلحة من؟ مصلحة من يملك الاقتصاد الأقوى والنفوذ الأكبر .. ونعرف جميعاً من هو .. ذلك الكيان الذي يضع القوانين والقواعد لتتناسب ومصلحته وهدفه الذي ينتظر تحقيقه منذ قرن وبعض عقود قواعد معلنة في بعض الأحيان ممثلة في معاهدات واتفاقات رسمية وخفية سرية في أحيان أخرى تنشأ في اجتماعات سرية ومحافل غير معلنة .. نعم عزيزي القارئ هو ما تفكر فيه الآن .
خذ وقتك وركز في ما يدور حولك من أحداث متلاحقة متشابكة تارة يسهل تفسيرها ويصعب تارة أخرى ، ستجد نفسك تطرح عليها سؤالين .. من المستفيد ؟ وإلى أين نحن ذاهبون ؟ .. من المستفيد ؟! هو من أنف ذكره (الكيان ذي النفوذ) ، وإلى أين نحن ذاهبون ؟! هذا ما لا ندركه ولا تدركه المجتمعات الدولية ولكننا نرجو جميعا أن تمر تلك الأوقات على خير واقل خسارة.
إن ما نلعبه جميعا هو دور المدافع المتلقي للهجمات والكثير المتنوع من الصدامات الناتجة إما بشكل طبيعي أو مختلق لزعزة الاستقرار والاضعاف السريع لكيانات الدول المستهدفة بالاستعمار رغم أن ما يحدث لا يحدث من قبيل الاستعمار بأي حال ولكنه وصفه الأصح (الاحتلال) فهناك فرقا واضحا بين اللفظين فهذا الكيان الذي نتحدث عنه كيان لا يعرف سوى التخريب والدمار ولذا تنتفي عنه صفة الاستعمار . ندرك جيدا أنه هو السبب فيما نحن محاطون به ولكن لا نستطيع توجيه اصبع الاتهام مباشرة إليه فما من دليل عليه .. نعرف أن ما نعاني منه من : ارهاب و أزمات وأمراض وفيروسات وغيرها من المؤامرات والانقلابات والفتن المدبرة إنما هي من تدبيره وشره لإشعال نيران حرب عالمية لا يعلم مداها سوى خالق الكون .
الماسونية ذلك المصطلح الذي أطلق منذ زمن ليس بالقريب على مؤسسات تابعة لكيان شيطاني لا تتخذ سبيلا واحدا لاهدافها التدميرية وإنما تتنوع وتتعدد في الشكل والمضمون ويبقى هدفها في النهاية هدف واحد الإبادة من أجل البقاء والسيطرة الكاملة .. مأمورين منساقين خلف عدو البشرية . والقارئ الواعي ل (مخططات حكماء صهيون) .. و(أحجار على رقعة الشطرنج) و(مذكرات هيلاري كلينتون) المقارن بين ما يقرأ وما يعاصره من أحداث سيجد حرفيا أن ما حدث كان مسجلا منذ زمن وأن ما يعيشه كان كذلك أيضا وأن هناك إشارات ضمنيه إلى ما سيحدث .
خلاصة القول عزيزي القارئ أن ما عنيته من المخططات والسبل المتبعة في التنفيذ والطرق أو الطرائق المنتهجة اصفها جميعا انها حديثة ومستحدثة ناتجة عن فكر تدميري جديد ومتجدد يراجع بين الحين والآخر مع ما اكتسبه الكيان من نفوذ واقتصاد .. فهو يؤثر في القوى السياسية بالضغط تارة ويتأثر بالتعديل في قواعده تارة أخرى ، لذا فإن من وجهة نظري أن السؤال الثاني الذي سبق واشرت إليه في مستهل المقال هو الأدق بل والأحق بأن يطرح فاللعبة مستمرة والقواعد دائمة التغير .

Loading

By hanaa

رئيس مجلس إدارة جريدة الاوسط العالمية نيوز